لم يمكث الهلالية فى مصر ، بل واصلوا طريقهم الى ليبيا ،
لكن فى الطريق وقعت عدة مشاحنات ، بين العالية بنت جابر زوجة ابو زيد ، والجازية ن
حين سبت الجازية العالية قائله لها .. ياعشيقت عبدنا تقصد ابى زيد
ومن هذه المشاحنات ذلك الحب بين بين الامير ماضى بن مقرب
والجزية ، وحين حاول التقرب منها نصحه المقربون منه بطلب فرس دياب بن غانم "
الخضراء " وفى حالة رفض طلبه لا دياب بن غانم روحع فى فرسه ،يطلب بدلا منها
الجازية .. الا ان السلطان حسن الهلالى حقق مطلب ماضى بن مقرب والذى يبدوا انه
حاكم مصر ، وارسل له الحضرا هذا الفرس التى سيساوم عليه دياب حين موتها بأخذ تونس
عوضا عنها لاهميتها لديه ، وردها الامير ماضى مع هدايا كثيرة ، طالبا الجازية بدلا
عنها .. ويقول
يقول الفتى ماضى بن مقرب ... بدمع جرى فوق الخدود بدار
أرسلت لك خضرا دياب بن غانم ... وأبذلت فيها أموال ثم
جياد
ونحن نعرف يا أمير مكارمك ... وكفك سخى دول المدا مداد
وانت نعم الطلب عالى الحسب ... اريد منك النسب بلا ميعاد
اريد فتاة الجازية ام محمد ... وميت حصان ادوجى شداد
وميت يمنى حرير صنعة اليمن ... وميت حمل من عمل بغداد
وميت عبد يامير وعبده ... وميتين سرية من الاعباد
وميتين مملوك من الترك اصلهم ... والفين سيف صنعة الهناد
والفين حربة صنعة ابو جيارة ... مركبة يا امير على اعماد
وميتين درع ياامير وخوذة ... والفين دبوس من البولاد
وخد لك ثمانين من الدراهم ... ذهب مصرى يعب للنقاد
مقال الفتى ماضى بن مقرب ... وانت لنا يابوعلى اسناد
وهنا نتعرف على إرجاع الفرسة " الخضرا " فرسة
ابو زيد الهامة ، وعرض الامير ماضى بن مقرب مقابل زواج الجازية الجميلة والتى وقع
فى حبها ويعرض عليه بعد وصفه لنفسه ان دمعه يجرى فوق الخدود بدار .. يجرى وينهمر
لشدة الحب ، انه ارجع الخضرا ، ويريد نسبه فى الجازية مقابل ميتين فتاة وميت حصان
اسود شديد ، وميت ملابس صنع اليمن ، ميت حمل من عمل بغداد ، وميت عبد وعبده ، وميت
سرية من الاعباد ، وميتين مملوك من الترك اصلهم .. ويتضح من هذا امتلاك الامراء
المصريين للتورك الأصليين كجنود ، وميت
حربة من صنع ابو جيارة ويبدوا انه صانع ماهر للحراب ومشهور فى وقته ويجد حى
بالقاهرة اسمه الجيارة ، وميت درع وميت خوذة لوازم الحرب كلها ، والفين
دبوس من البولاد ربما تعنى سهم من الصلب فى السياق ، وثمانين من الدراهم الدهب
المصرية .
هذا كل ما عرضه الفتى ماضى مقابل حبه للجازية أخت السلطان
حسن الهلالى وزوجة الأمير شكرى أمير مكة
والتى تركت زوجها وأولادها لترافق قبيلتها وقومها الهلالية بمعنى ان ولائها
للقبيلة أولا وليس للزوج والأولاد ، وبعد ان
قرأ السلطان حسن خطاب ماضى ، واحضر الجازية ليخبرها برغبة الأمير ماضى
بالزواج منها ، ففزعت الجازية.. كيف لها ان تتزوج وهى متزوجه من أمير مكة الأمير شكرى ؟ وانشدت ..
وما فراق الاولاد الا مصيبة ... فما يدخل عينى قط سوهاد
وهنا ارسل السلطان حسن يستأذن زوجها أمير مكة وحصل منه
على الموافقة بالتخلى عن الجازية للزواج السياسى لحاكم مصر العدية .. وكانت الجازية من الفاعلين الأساسيين في تغريبة بني هلال المشهورة. قيل
انها احتكرت ثلث المشورة في مجلس الشورى لقومها ومجلس حربهم نظرا لرجاحة عقلها وحسن
تدبيرها وصواب المشورة والحكمة والروية.
وللحديث بقية ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق