الاثنين، 18 أبريل 2016

“رساله الوداع لجابرييل جارسيا ماركيز الى محبيه فى العالم




“رساله الوداع لجابرييل جارسيا ماركيز الى محبيه فى العالم
لا تنتظر أكثر 
بقلم غابرييل غارسيا ماركيز 

"لو شاء الله أن ينسى أنني دمية، وأن يهبني شيئاً من حياة أخرى، فإنني سوف أستثمرها بكل قواي. ربما لن أقول كل ما أفكر به، لكنني حتماً سأفكر في كل ما سأقوله. سأمنح الأشياء قيمتها، لا لما تمثله، بل لما تعنيه. سأنام قليلاً، وأحلم كثيراً، مدركاً أن كل لحظة نغلق فيها أعيننا تعني خسارة ستين ثانية من النور. سوف أسير فيما يتوقف الآخرون، وسأصحو فيما الكلّ نيام.
لو شاء ربي أن يهبني حياة أخرى، فسأرتدي ملابس بسيطة وأستلقي على الأرض، ليس فقط عاري الجسد وإنما عاري الروح أيضاً. سأبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا عشاقاً متى شاخوا، دون أن يدروا أنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق. للطفـل سـوف أعطي الأجنحة، لكنني سأدعه يتعلّم التحليق وحده. وللكهول سأعلّمهم أن الموت لا يأتي مع الشيخوخة بل بفعل النسيان. لقد تعلمت منكم الكثير أيها البشر... تعلمت أن الجميع يريد العيش في قمة الجبل، غير مدركين أن سرّ السعادة تكمن في تسلقه. تعلّمت أن المولود الجديد حين يشد على إصبع أبيه للمرّة الأولى فذلك يعني أنه أمسك بها إلى الأبد. تعلّمت أن الإنسان يحق له أن ينظر من فوق إلى الآخر فقط حين يجب أن يساعده على الوقوف. تعلمت منكم أشياء كثيرة! لكن، قلة منها ستفيدني، لأنها عندما ستوضب في حقيبتي أكون أودع الحياة. قل دائماً ما تشعر به، وافعل ما تفكّر فيه. لو كنت أعرف أنها المرة الأخيرة التي أراكِ فيها نائمة لكنت ضممتك بشدة بين ذراعيّ ولتضرعت إلى الله أن يجعلني حارساً لروحك. لو كنت أعرف أنها الدقائق الأخيرة التي أراك فيها ، لقلت " أحبك" ولتجاهلت، بخجل، أنك تعرفين ذلك. هناك دوماً يوم الغد، والحياة تمنحنا الفرصة لنفعل الأفضل، لكن لو أنني مخطئ وهذا هو يومي الأخير، أحب أن أقول كم أحبك، وأنني لن أنساك أبداً. لأن الغد ليس مضموناً لا للشاب ولا للمسن.
ربما تكون في هذا اليوم المرة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذين تحبهم . فلا تنتظر أكثر، تصرف اليوم لأن الغد قد لا يأتي ولا بد أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه الوقت من أجل ابتسامة، أو عناق، أو قبلة، أو أنك كنت مشغولاً كي ترسل لهم أمنية أخيرة. حافظ بقربك على مَنْ تحب، إهمس في أذنهم أنك بحاجة إليهم، أحببهم واعتني بهم، وخذ ما يكفي من الوقت لتقول لهم عبارات مثل: أفهمك، سامحني، من فضلك، شكراً، وكل كلمات الحب التي تعرفها. لن يتذكرك أحد من أجل ما تضمر من أفكار، فاطلب من الربّ القوة والحكمة للتعبير عنها. وبرهن لأصدقائك ولأحبائك كم هم مهمون لديك". * رسالة الكاتب إلى أصدقائه ومحبيه إثر قراره إ”

― غابرييل غارسيا ماركيز

الأحد، 17 أبريل 2016

عبادة السلف والموتى

عبادة السلف والموتى 
من المعروف ان الترتيلة الدينية منذ ماقبل التاريخ هى الحارسة الاولى للاسطورة
واعتبر القدماء منذ عصر ماقبل التاريخ ان الموتى يمتلكون قوى مافوق الطبيعة او قوى خارقة خاصة على طول مراحل ماقبل التاريخ لدى معظم كياناتنا العربية .
وبناءا عليه اعتبرت الجثث وبشكل مباشر موضوعا للممارسات الدينية اليومية وهو ما تبدي فى التحنيط والدفن داخل صخور صلدة جلمودية فى الجزيرة العربية والاردن وسوريا وفلسطين ومصر وبالطبع اعتبر الموتى واقوالهم ومأثوراته وممتلكاتهم من الشعائر المقدسة .




الجمعة، 15 أبريل 2016

المشهد الابداعى بالفيوم - ندوة نادى الادب بيت ثقافة سنورس



ندوة نادى الادب
المنعقدة يوم الخميس 14\ابريل \2016
المشهد الابداعى بالفيوم
قدم لها الدكتور عمر صوفى وبحضور
الناقد د. امين الطويل
الناقد د. نبيل الشاهد
الناقد د. محمد سيد عبد التواب
أ . احمد حلمى
الباحث والشاعر . رمضان الليمونى
الاستاذه مريم
وعماد هلال
تحدث الدكتور عمر صوفى عن المشهد الابداعى بالفيوم وان معظم الكتاب يتركمون فى اماكن بعينها بالمحافظة واخرى يغيب عنها المبدعين، واغلب المتواجدين فى المشهد من جيل الوسط ويغيب الشباب وايضا العنصر النسائي والشعراء هم اصحاب النسبة الكبيرة .
واعقبه دكتور نبيل الشاهد الذى تحدث بشكل محدد ومقنن متسائلا
لماذا يغيب العنصر النسائي ؟ وهل الطابع المحافظ السبب ؟
ولماذا يغيب المشهد الابداعى عن مراكز كاملة مثل يوسف الصديق وطامية وابشواى رغم تأكده من موجود مبدعين ؟ وهل غياب الوعى الثقافى السبب ؟مع غياب الرصد المؤسسي للظاهرة ؟ وهناك فجوى زمانية كبيرة بين مسرح شوقى عبد الحكيم كابن من ابناء الفيوم ومسرح احمد الابلج وايضا تظل الفجوة بين مسرح الابلج وعمر صوفى الفائز اخيرا بجائزة دبي فى المسرح . واوصى
-         بعمل مسح ببليوجرافى للظاهرة وعمل مسابقة ادبية والعمل المؤسسي من خلال اندية الادب وقصور الثقافة لضم المبدعين واجتذابهم مع عمل مختبر للسرديات .وانه من الممكن عمل مسابقة عن طريق توقيع شهادة تقدير للمبدع من ثلاثة او اربعة من اعضاء النادى مثل الراوئي احمد قرنى و والقاص احمد طوسون والمسرحى عمر صوفى والناقد امين الطويل على سبيل المثل للمبدع ليحتفظ بها وتشجعه
-         تحدثت الاستاذه مريم وتسائلت ان هناك مواهب كبيرة لا تعرف الطريق وكيف تصل الى هنا ؟
-         وتحدث الشاعر والباحث رمضان الليمونى انه لا يوجد مكان يخلو من الابداع وهناك مجموعة فى مركز يوسف الصديق البعيد تتجمع للتواصل مع المشهد الابداعى الا ان احد لا يعيرهم اهتمام ويجب تكثيف الدعوى لنوادى الادب للشباب  وعمل ندوات لهم فى السيناريو وكتابة القصص وغيرها
-         وتحدث الناقد د. أمين الطويل وهنئ الدكتور عمر صوفى بجائزة دبى الادبية فى المسرح وحدد حديثه حول الخروج من المشهد الابداعى العشوائي بانه لابد من وجود ورش للابداع لكل جنس ادبي وتعريف شباب المبدعين ان كل جنس ادبي له حدود ادبية تراع وتقديم محاور نقدية وواوراق بحثية عن الظاهرة وعمل كتيبات صغيرة لاندية الادب والمواقع الثقافية عامة للمنجزات ليتعرف الناس عليها وتوسيع الدائرة بشكل كبير والعمل بجهد اكبر حتى لا يكون الامر قرع لاكواب الشاى والقهوة لاغير .
-         وتحدث الدكتور محمد سيد عبد التواب المسؤل عن سلسلة ميراث الترجمة بالمجلس الاعلى للثقافة وسلسلة رائدات الرواية العربية وصاحب الاكتشافات الكبرى فى تاريخ الروية قائلا : يجب خلق واقع ابداعى قوى وتحويل بيت ثقافة سنورس ونادى الادب لاجتذاب المبدعين والمبدعات ومساعدتهم من خلال عمل نشرة لاصحاب الابداع فى المدرس والجامعة مع عمل مسابقة وجوائز تحفزهم وانه على استعداد ان يوفر العنواين واختيار عنوان كل اسبوع وعمل ندوة حوله ودعوة كل شباب المبدعين والمهتمين للحضور .
***
-         وفى الجلسة الثانية عرض الناقد امين الطويل قراءته النقدية والمدهشة لرواية صلاة ابليس للروائي احمد قرنى وقد اثنا الدكتور نبيل الشاهد على قراءة الناقد وعبر عن دهشته فى التناول  رغم انه حضر اكثر من قراءة نقدية للعمل فى المجلس الاعلى لثقافة وغيرة ورغم هذا فان العمل مازال يقدم قرائات جديدة .وشارك كل الحاضرين فى المناقشة .
-         ***
-         وفى الجلسة الثالثة تحدث الدكتور محمد سيد عبد التواب المسؤل عن سلسلة ميراث الترجمة بالمجلس الاعلى للثقافة وعضو نادى الادب عن اكتشافه لاقدم رواية مصريى 1904 الفتاة الريفية للروائي محمود خيرت  وهو جد المسيقار عمر خيرت وانه الكاتب كان صديق للنحات محمودمختار صاحب تمثال نهضة مصر وعرض لجزء من حياة الكاتب  مع اهمية الرواية التى كان محمود خيرت يعى فى هذا الوقت المبكر انه يكتب رواية وتصدير العنوان بكلمة رواية الفتاة الريفية

-         تغطية عماد هلال 


الثلاثاء، 5 أبريل 2016

هيئة قصور الثقافة بين الجمود والتحول



هيئة قصور الثقافة بين الجمود والتحول
الحديث عن هيئة قصور الثقافة وبعد ثورتين حديث ذو شجون ومن المفترض ان يهم كل الشعب المصرى بما تملكه من ما يزيد عن 500 قصر وبيت ثقافة  ومكتبات وعدد كبير من العاملين بها ، فما بالك وهذه المؤسسة لا يشعر بها الا عدد قليل من الشعب المصرى  .
وان كان الحلم  يكبر ويتعاظم فى تجاوز تلك المؤسسة الهامة  للمعوقات التى تسد الطريق  فى الماضى أو فى هذه اللحظة لتنطلق نحو التقدم حيث انه لاشك ابدا ان تلك المؤسسة يمكنها  أن تكون قاطرة تجر المجتمع من كبوته التى نحيها نحو مستقبل مشرق لتجاوز كونها مؤسسة تعانى الفقر وعدم الاهتمام بسبب كثير من المعوقات غير متجاهلين الدور المحورى والهام لهيئة قصور الثقافة والتى لعبتهعلى مر تاريخها  فى احتضان المبدعين من الكتاب والمثقفين والفرق المسرحية  والموسيقية والفنون الشعبية ونوادى الادب ومطبوعاتها وسلاسلها وكتبها رخيصة الثمن وغيرها بشببها المبدع فى كل المجالات رغم فقر الامكانيات وفقر مواقعها فى معظم الاحيان والتهميش بختطاف دورها الاصيل  فى نشر الوعى والثقافة من قبل وزرات اخرى اتيح لها كل الامكانيات المادية ورغم هذا لانجد نتائج على أرض الواقع ونأمل أن تعيد الدولة الحق الى أصحابه ولسنا فى حاجه ان نرصد عيوب هذه المسألة وسوف نحاول سريعا دون اخلال رصد بعض المعوقات والمسالب التى نلتمسها من خلال دورنا فى هذه الهيئة الموقرة .
أولا : النظر السريع والعاجل فى اعادة التفكير للنظم واللوائح والقوانين التى تحكم المؤسسة ولا يمكن القبول أن تكون هذه النظم واللوائح المالية هى نفسها التى تحكم أى مؤسسة أخرى دون تمييز رغم انها هيئة خدمية تقدم منتج ثقافى للفقراء والمهمشين والمحرومين فى القرى والنجوع على طول مصر وعرضها دون نظام مالى يمكنها من أدء دورها المنوط بها .
ثانيا : يجب وسرعيا ايجاد قانون يتيح لهذه المؤسسة ان تقيم علاقات تعاون حقيقي بين الوزرات التى تعمل في نفس الاتجاه وعلى سبيل المثل التربية والتعليم والتعليم العالى والمحليات والشباب والرياضة والصندوق الاجتماعى  والبنوك حيث يجب على الصندوق  تخصيص جزء مالى لدعم العمل الثقافى وايضا البنوك تخصيص جزء ولو يسير من الارباح لذات الامر حتى تتمكن الهيئة من حل الضيقة المالية التى تعانيها .
ثالثا : اعادة النظر بكل جدية فى منظومة التدريب وضخ دماء جديدة لها من الشباب والباحيثين والمثقفين المهمومين بالانشطة الثقافية وعدم الاتكاء الكلى فى التدريب على الاكادميين لبعدهم عن المشكلات الحقيقية بالهيئة وعدم تواصلهم معها ومصاحبة اليوم التدريبي لورش عمل وعصف ذهنى مع امكانية مشاركة متدربين من مؤسسات اخرى لعمل التواصل وكسر الصمت بين الهيئات والوزرات بالعمل التدريبى المشترك كلما اتيح ذلك .
رابعا : ان يكون للهيئة  خاصة ولوزارة الثقافة بشكل عام اهتمام هاما وجادا فى التنشئة الأولى فى المراحل التعليمية الاولية وتشارك على الاقل فى تقديم المادة الأدبية والعلمية والفنون الصالحة لهذه المرحلة والتى تتفق مع هوية الوطن حيث انه جزء أصيل من عملها وهمها اليومى.
رابعا : العمل على التخلص من التركم البيرقراطى سواء فى اللوائح أو العاملين الغير مؤهلين والعاملة الزائدة باعادة التدريب والتوزيع والتشجيع المالى مع المراقبة الجادة والدئمة  فلا يعقل ان تعانى ادارات ومواقع ثقافية من تضخم العاملين بها ومواقع أخرى تعانى من فقر العمالة بسبب انتشار المحسوبية والفساد .
خامسا : الاستعانة بالرعاة ومن خلال الاقليم لابعاد الشبهات المالية والحزبية  لتنشيط العمل الثقافى واتاحة عرضه فى اكثر من مكان من خلالهم فلا يعقل  على-  سبيل المثل - انتاج عمل مسرحى وبذل المال والجهد فيه ليعرض خمسة ليالى ثم  يتوقف ويلملم ثوبه ويرقد طول العام حتى انتاج عمل جديد يمر بنفس الدائرة المغلقة فى حين انه لو عرض يوم واحد فى الاسبوع فى حى او قرية او نجع ستكون جملة العروض اكثر من خمسين ليلة عرض مع العلم انها اعمال مجازة ومقننة من قبل لجان متخصصة  لتناسب مشاهديها .
سادسا : النظر لتلك المؤسسة على انها سؤال المرحلة للتنمية وانها صناعة ثقيلة تعمل وتستثمر فى الانسان وهو أعظم وأشرف استثمار فى الوطن والقاطرة الحقيقية لتنمية المجتمع وعلى عكس ما يشاع عنها انها تقدم ترفا .
عماد الدين عبد الحكيم هلال
باحث ثقافى ومدير بيت ثقافة سنورس