السبت، 29 نوفمبر 2014

نيكانور بارا " كأنما لا شئ يحدث فى تشيلى " تشيلى





نيكانور بارا " كأنما لا شئ يحدث فى تشيلى "
تشيلى
تبعث الابتسام رؤية فلاحى سانتياجو دى تشيلى
بجبين مقطب
يغدون ويجيؤن فى شوارع وسط المدينة
أو فى شوارع الضواحى
مهمومين- شاحبين - ميتين من الفراغ
لأسباب ذات طبيعةسياسية
لأسباب ذات طبيعة جنسية
لأسباب ذات طبيعة دينية
مُسلمين بداهةً بوجود
المدينة وسكانها :
رغم أن من الواضح أن السكان لم يولدوا بعد
ولن يولدوا قبل أن تموت
وسنتياجو دى تشيلى صحراء
نعتقد أننا بلد
والحقيقة أننا بالكاد منظر خلوى

السبت، 22 نوفمبر 2014

المستبد العادل




 

المستبد العادل

لعل ما يحدث الان على طول وطنا العربى من صراعات قبائلية واثنية وعقائدية  وعشائرية قد لا تنتهى فى وقت قريب ، أو ينتج عنها ما ينتج من تقسيمات للارض والماء والثروات ، نرى بوضوح انها تتصل بشكل مباشر وغير مباشر بالخلفاء والامراء وشيوخ القبائل ، وربما ما كان يعرف فى الجاهلية  بسلسال او نسق قبلى وعشائرى  للحاكم ، كما فى الملوك التباعنة او ملوك اليمن  والذى منهم حسان اليمانى الذى تمتلئ به قصص وحكايات تراثية وفلكلورية عن قدراته وعدلة ، والملك زى اليزين وابنه سيف ، وايضا مليكات اقامو ممالك ذكرت كثيرا مثل سبأ ، وتدمر وزونبيا ، وكان من خصائص هؤلاء الحكام الزهد فى الحكم والتسلط مما يعطى مملمح لحكم المستبد العادل ويخلق يوتوبيا عربية واسلامية عن طريق حكم معين " للمستبد العادل " والذى تزخر به كتب التراث ومأثوراته ليأخذ اللب والعقل لمثل هذه الجماعات التى تطل علينا برأسها وعنفها يحمل قودها ألقاب " أمير المؤمنين " ويطلب المبايعة له وتبايعة جماعات أصغر أو اقل سطوة والتى فى القريب تخرج عليه لتحل محله وهكذا تتوالد بشكل سرطانى ، وجميعها ملتحفه بالاسلام أو اسماء لاماكن مقدسة مثل " جماعة بيت المقدس " أو الاخوان المسلمين وغيرها ، وتركز دائما على صفة واحده هامه بعد التبتل بالخلفاء الراشدين وحمل كناى  لاسماء وردت بالتراث الاسلامى عرف عنها الشجاعة أو التقوى مثل  " ابو جعفر " " وأبو عبد الله وغيرها من الاسماء، هذا بخلاف الشكل من ملبس واطلاق اللحى لتكتمل صفة القداسة التى لا تخلو من حس روحى بالتكبير الدائم " الله أكبر " قبل عمل من اعمالهم الكريهة والارهابية من قتل وذبح وقذف وتفجيرات  للأمنين والتى يحرمها الاسلام تحريما تام ، لكن اتصالهم عبر التراث الاسلامى من خلال " اليوتوبيا " الماثله للمدن الفاضلة وحكم العادل المستبد الذى يقيم العدل وشرع الله والتى كثيرا ما ختلطت فى كتب التراث بكثير من الحكايات للملاحم والسيروالامثال والاقوال السلفية التى تأخذ بالعقل وتجعل كثير من الناس وخاصة الشباب أتباعا لهم مغيبين عقولهم تماما نتيجة لطرق التعليم والتلقين التى يتلقونها فى المدارس والجامعات من أزهارية أو غيرها وحتى فى وسائل الاتصال المختلفة وخاصة برامج التلفيزيون ، أو عبر جوقات المدحين للذكر على ايقاع الدفوف فى شكل قصائد غنائية تنشدها فى التجمعات الشعبية والافراح والموالد.

الجمعة، 21 نوفمبر 2014

مجاريح الحب

يامين يجيبلي حبيبي وياخد من عيوني عين
وياخد نص التانية واشوفوا بنص العين
ومثل‏:‏
ـ ياما مجاريح عاشوا بطول العمر ماطلوش
ماتوا بنار المحبة والحيا غالب


من هنا يبدأ الحبيب مناديا على من يجيبله حبيبه وياخد من عيونه عين ،وتمتلئ كتب التراث ومدوناتهم بمثل هذه النداءات
مختلطه بقصص الحب والعشق التاريخية والاسطورية مثل : حسن ونعيمة ، وشفيقة ومتولى ، وناعسه وايوب وغيرهم
وكثيرا ما يدور الحوار بين عليل الحب‏,‏ أو العشيق المبتلي‏,‏ وبين طبيبة‏,‏ أو طبيب الإجراح‏,‏ الذي ـ كما يرد في المأثور التالي ـ ما ان رأي مريضه حتي بكت عينيه‏,‏ وما ان كشف علي علته وجرحه بمبضعه ومرهمه‏,‏ حتي بانت عينة الجرح الغائر أو الدامي‏.‏ وهنا سأله العليل ـ بالهوي ـ عن كيف أن نار الحطب قد تشابه لنا ـ خشب ـ الدوم‏,‏ فأجابه الطبيب بأن نار الحطب تنطفئ‏,‏ أما نار المحبة فدائمة الاشتعال‏,‏ في صدر المحبوب ـ المبتلي ـ طبعا‏,‏ كما في هذا المأثور‏.‏
عيني رأت بنيه جيه من بلاد الغرب
لابسة ثوب اسود من جناح الغرب
شفقت بحالي وتاه الفكر عن بالي
شفقت بحالي وحملت الكتب ع الغرب
انا قلت هيا بنا يا طبيب بالعجل نمشي
في باطني جرح يا طبيب بسهر بو ولانمش‏.‏

 بل وكثيرا ما يعتل طبيب المحبين ذاته‏,‏ بالعلل والأوجاع‏,‏ عندما تصرعه عيون المحبوبة وبهاؤها‏,‏ حين الكشف عنها ولو بالنظر‏:‏
نحققه بالنظر لم نختشي منه
راح الطبيب وجاني منطبق فمه
وقال يا ناس انا شكل الجميل دا ما رأيت
الوجه زي القمر اما العيون دي مريض
انا من يوم ما شفته وطبق الورد ما شفته
البيت عفته وأحلا طعامنا ماريت


وقد غنا المعنيون  المحدثين للطبيب الجراح مثل جورج وسوف واعنيته الى لاقت روج كبير " طبيب جراح قلوب الناس اداويها "
  ياما جراح سهرت الليل اداويها
شافونى قالو متهنى
من كتر الفرح بيغنى
تعالوواسالو عنى انا اللى بيا جراح
اطبا الكون ماتشفينى
يا عاشقين قلبى زى الغريف بقاله زمان
يا ناسيين حبى نسيته ازاى حبى اللى كان
فين الوعود
فين العهود
فين المحبة والحنان

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

حكايات اللصوص والمكارين والخطافين






عن حكايات اللصوص والمكرين والخطافين والتى تمتلئ بها كتب التراث  والفولكلور والتى تلاحظ ان مثل هذه الحكايات تزدهر فى احقاب العصور والعهود ، حين تأفل حضارات وعهود وتبدأ عهود جديده ، وبين هذه المرحلة تنشط حكايات ووقائع اللصوص والافاقين والخطافين كما ذكر هيرودت " ابو التاريخ " وقد اورد الكثير من حكايات اللصوص والخطافين ومنها حكاية قد جمعها على اغلب الاحوال من الفيوم بعد زيارته لها من حوالى 25 قرنا وفى سنة 440 ق . م . ورصد فى كتابه مظاهرالحياة من معتقدات ، وقصص وحكايات وطقوس ، وشعائر الميلاد والموت ، والتقويم المصرى القديم والجاليات التى تعيش فى مصر واقلياتها ، والتى كانت تعيش وتزدحم مصر بها من فينيقيين ، وليبيين ، وفرس ويونانيين ، ورصد عداتهم وتقاليدهم وحياتهم اليومية .
وغالبا زار " هيرودت " الاقليم الارسينوى أو اقليم الفيوم وجمع هذه الحكاية عن اللصوص وهذا الملك الذى جمع الكثير من المال والذهب حتى انه لم يتح لملك مثله جمعه .. وقد فكر الملك فى اخفاء كنوزه حتى لا تكون مطمع للسرقة من ساكنى قصره ، فستدعى بناءه - او مهندسه  - وطلب منه ان يخفى الكنوز ولا يعرف احد بسرها غير الملك والبناء ، وبنا المهندس حائط بطول القصر ووضع الكنوز بها وأضاف سر فى الحائط لا يعرفه الا الملك والبناء بالطبع ، ونجحت الطريقة السحرية الا ان البناء قبل وفاته اخبر ابنه الاكبر بالسر خوفا عليه من الفقر والحاجه ، وبعد وفاة الاب - البناء - تخفى الابن الاكبروسرق القليل من الذهب وعندما سألته امه  عن هذا الذهب حكى لها السر ، وسمع الابن الاصغرهذا السر فقرر الذهاب لاخذ بعض الذهب وكرر فعلته ، الا ان الملك اكتشف سرقة امواله وخزائنه ، فأخضر ابن البناء الاكبر ليعمل حيلة تطبق على السارق ، وبالفعل صنع حيلة تطبق وتقطع رقبة السارق ، وعند ذهاب الاخ الاصغر لسرقة الخزنة طبقت الحيلة على رقبتة وقطعتها وبعد ان عرف الابن الاكبر انها رقبة اخيه  الاصغر حملها وذهب الى امه باكيا ، وقرر ان تستمر الحيله  والمكر بينه وبين الملك الذى حاول كثير حماية خزائنه الا ان الابن الاكبر كان ينتصر عليه دائما وبعد ذلك زوجه ابنته اعترافا من الملك  بذكائه وقدرته على صنع الحيل .
وهذه الحكاية التى جمعها هيرودت اصبحت فيما بعد  فى القرون الوسطى هى حكاية على الزيبق حسب أراء علماء الفلكلور وتتبعهم للحكايات .