الجمعة، 10 فبراير 2012

لما يراودني كثيرا حلما بأن عمري قصيرا.. للشاعرة أمل مدين

لما يراودني كثيرا حلما بأن عمري قصيرا            
لتنتزع مني الحياه
يوما ربما ليس بعيدا
فأبحث عن سحابة قريبه تأتي تلملم حبات المطر
لتلقي به في نهر اسطوري حفرته سنوات عمري
اسبح فيه مستقلة جسدي فترتقي روحي
وتصعد الي طبقات السماء لتضمني نجومها
وتحلق عيناي بروح بلا جسد بين اركان الفضاء
فاصبحت الان املك جناحان رقيقان ارفرف بهما
أمام خيوط الشمس نهارا
وخلف اسرار القمر ليلا
ابحث عن ملامح شخصية ملائكيه
حفرت في اعماقي بدقه
لتحتويني
اري معها اجمل الالوان
واسمع من قلبها اعذب الاصوات
تفيض حنانا كثيفا
لااعلم من اين ينبع ولست ادري اين يتوقف
هل احيا الان في زمن خيالي
توقفت فيه ساعة الزمن حيث اريد!!!
اشعر وكاني اسير في طريق عشوائى
لكنه غير مسدود
تارة اسير يمنة
وتارة اركض يسرة
لما اخاطب روحي
بابسط العبارات لكنها لاتجيب
هل فقدت بطاقة مروري للحياه!!!
ولما زالت الاصباغ عن الاشياء
فلم اعد اري سوي الوانا باهته
ولما سقطت الوجوه واندثرت الملامح!!!
فقد عاد كل شيئ لاصله
دون زيف او خداع
اصبحت وحدي
اسير وسط زحام وتصارع الافكار
بقلب عاش عمره كفيفا
فاصبح الان مبصرا
تمني ان يضحك قبل ان يموت
بدأ يتسرب داخلي شعور بصقيع
تملك من اطرافي
لم اعد اقوي علي المقاومه
حتي قلمي اوشك ان تفلته يدي
واوشكت ان أغلق عيناي
ابث كلمات احار في وصفها
فلم يشاطرني فيها عقلي كعادته
هل انا مازلت انا؟؟؟
هل مكاني ظل في مكاني؟؟؟
ام رحل عني الجميع؟؟
او انا التي رحلت عن الجميع؟؟

امل مدين

هناك تعليقان (2):

  1. رااااااااااااائعة كعادتك يا أمل

    ربنا يهديكى وتنشر الحاجات الرائعة بتاعتك فى دار نشر

    ردحذف
  2. هذه القصيدة التغريبة عالية الاحساس تسيح معك فى عالم منسوج من خيوط ضوئية رقيقة تشدك اليها بل تنتزعك الى هذا العالم الملغوم بالتساؤلات الرحية لا بهدف الاجابة ولكن بهذف البحث عن مفردة الصورة قبل وحدة الماهية لتشكل هذه الصور وعيا غير مباشر يدفع لفعل التسائل عن الوجود .. بتضح هذا فى الاستهلالبهذا التساؤل الوجودى ..لما يراودني كثيرا حلما بأن عمري قصيرا .. سؤال لم بنتهى بعلامة الاستفهام التقليدية ؟ بل تتركه الشاعرة مفتوح للجميع لبجدد وبعبد كلا منا التساؤل على ذاته أو بالاحرى لنفرر معها هذه الحفيفة المعروفه للجميع والغائبة عنهم فى ظل صراعات الحياة ,, وتتوالى التساؤلات عبر القصيدة ..هل احيا الان في زمن خيالي
    توقفت فيه ساعة الزمن حيث اريد!!! ومع هذا التساؤل ثلاث علامات تعجبية قد تساعدنا على ابراز الاشكالية الجديده للسير فى هذا الطريق الذى ربما يعنى الحياة ولكنه رغم عشوائيته غير مسدود .. القصيده بها الكثير لنتوقف عنده ولكن المجال لا بتسع .. عزرا

    ردحذف