السبت، 11 فبراير 2012

‎1500
{محاولة لفهم هذا الذى يجرى.!}

ليس هذا عددا، بل هو رقم فى عِداد الأيام والسنين. رقم جد خطير فى تاريخ الإنسانية، إذ من عنده، مالت ولم تزل، تميل كفة ميزان الحضارة والعلوم والفنون والفكر والتقدم لصالح الغرب على حساب الأمة الإسلامية.!


كان الرسول الكريم قد تلقى تلميحا رقيقا من السماء فى آية كريمة باكتمال دينه، وتتمة نعمته على خلقه. فرد الإسلام جناحية، وساد الأرض من مشرقها إلى مغربها فى عهدى الأمويين والعباسيين.. وأراد العقل أن ينفك من إسار عبدة النص مع المعتزلة، ومع البرامكة، وطار مع ابن رشد من الأندلس إلى الأفاق.. لحق الغرب به، وقعد به أهل الإسلام.!
لحق الغرب بعقل ابن رشد الذى كان قد هضم الفكر اللاتينى وتمثله، فانفك من دهاليز عصور الظلام، وكان أن هجم هجماته الصليبية طمعا فى مقدرات الشرق وخيراته باسم الصليب، وقعد العرب برغم انتصارهم على يد صلاح الدين.. وبدأت كفة الميزان فى الميل لصالح من قدر للعقل قيمته وقدره، على حساب من تفككت دولتهم إلى دول وإمارات ، وتفتتت لياليهم وأيامهم على أنغام رقص الغوانى وقعقعة كؤوس الطلى والأقداح.!

قام هناك من دفع الفكر العقلانى إلى الأمام، وقام من يجدد فى العقل ويجرده من أوهامه كأوهام ما سُمى بأوهام المسرح أو أوهام الكهف كيفما فعل فرنسيس بيكون، وقام من حرر العقل من كهنوت الكنيسة، بينما قعد لدينا مشايخ بالنصوص من حول طناجر اللحم والفتة.

وبينما دار الكلام هناك من حول الفلسفات، وإعمال العقل ، دار الكلام هنا مرشوشا بمحسنات البديع وكلام البلاغة الرصين من تحت أردية سميكة وكلام خطابة تخين.!
هجم نابليون بعلمائه وعساكره، ووقف أصحاب الجبب والقفاطين مندهشين من ورق عباد الشمس الذى يتلون ورأوه عملا من أعمال السحر، وهم الذين طمعوا ذات يوم إلى تحويل التراب لذهب.!

اصطحب بونابرت معه علماء ورسامين، ودرسنا أنهم وضعوا كتاب وصف مصر.. هذا الذى يُدرس على أنه من نتائج حملته العسكرية على مصر.. سيأتى يوم لا يرى فيه أصحاب العقول الهمجية ألا نصر يُحقق على بونابرت إلا بإحراق كتابه هذا داخل المجمع العلمى بميدان التحرير.!

أتى محمد على الذى وعى الدرس حين أراد أن ينهض بمصر فى التعليم والصناعة والزراعة والجيش والأسطول، فتمددت معدة مصر فاتسعت شرقا إلى هضبة نجد وجنوبا إلى السودان، وشمالا لبلاد الشام وتركيا واليونان. وجاء عبد الناصر ، فخيف أن يستعيد عقل مصر الخامد ذات المشروع، فكانت ضربة 1967.

التف الغرب على رئيس مهزوز منحرف متلهف لأن يحقق أى شئ على المستوى الشخصى، فلعبوا معه نفس لعبتهم مع كمال أتاتورك، فألقموه لقب بطل السلام لكى يضمه إلى بطل الحرب، فزاد هو عليه لقب المؤمن، فصار "الرئيس المؤمن بطل الحرب والسلام" .. و"كبير العيلة" مع برامج همت مصطفى، وكأنه كان ينتظر من مصر أن تأتيه بطست لتدلك له فيه رجليه بالماء الدافئ والملح.! وما دامت المسألة أصبحت مسألة "عوائلية" فلم لا تبقى كذلك مع مبارك وعائلته وكل من ينضم إليهم من لصوص ونصابين.!؟

فلئن سقط كبير العائلة، وولديه ، فهل يعنى هذا سقوط كل أركان العائلة، ونحن لم نعلم بعد سر تلون عباد شمس نابليون.؟
 
تعليق .. عماد هلال 
 كيف يكون الثائر محلل ؟
عندما تكتمل الرؤية الثورية لدى الثائر الحق تتفكك المشاهد داخله لتحلق معه ومعنا الى عالم من المفاجأت التحليلية تستدعى لديه مخزونه الثقافى الوافر لينحاز الى رؤياه الحقيقية الثايته لا تهتز بل ترصد الواقع بنظرة كاشفة " فبصرك اليوم حديد "
 .. فنفكاك العقل أو عقل مصر الخامد الذى حاول رائد التنمية " ناصر " ومن قبله ابن رشد وغيرهم هى سر الاسرار ومحرابة لنكتشف انفسنا داخل الميدان الذى اعطانا الكثير والباقى غلينا يجمع لنفهم سر تلون ورقة عباد الشمس ، ولنلحق مرة اخرى بما فاتنا ولصالح من قدر للعقل قيمته ويبعد عن الهلوزة ..
 وحين نرى اننا نغرق فى الهلوزة داخل برلمان لايمثلنا " أى من يقدرون قيمة العقل " نجد الميدان يقدم لنا كفة الميزان الاخرى ليعيد لنا الحق فى التوازن .. فى الصراع وليسقط الكثير من السلطات النمطية والبائدة ليشق طريق جديد فى الفكر الانسانى قد تتخذه اعتى الدول الديمقراطية طريقا وحل لازمتها الطاحنة التى لم تمنع ديمقراطياتها ضرب العراق على الرغم من التظاهر ضد هذا الفعل  الخسيس ، ولو كانت تملك ميدان مصابر يقدم التضحيات من العيون والاطراف والجسد والارواح ربما كانت توقفت هذه الجريمة الكبرى ضرب العراق ..
 اذن كم نحتاج للميدان بصرعاته وتضحياته بتجاهه الى اللاسلطة ليعدل كافة الميزان فى الداخل والخارج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق