عقد نادى أدب سنورس فى ندوته الأخيره ندوة بعنوان.. السيناريو : ارشادت الكتابة.. تحدث فيها السينارست أشرف نصر موضحا الكثير عن هذا الفن المختلف عليه هل السيناريو نوع أدبى أم غير ذلك ، وقد انحاز إلى أن السيناريو نوع أدبي معترف به في العالم .
وتحدث عن مراحل السيناريو الأساسية وهى :
الفكرة: وعادتا تكون مختصرة وصفحه واحدة
المعالجة : ترجع للفكرة بشكل تفصيلي ، ولا تظهر للمشاهد ولا يراها الا المخرج والمنتج وتوضح النقطة التي يبدأ منها الفيلم وشكل التعامل مع الفكرة .
الاسكربت : هو الشكل النهائى الذى يسلم للممثلين .
كما أوضح بعض المفاهيم والتي عادتاً ًًيحدث بها لبس مثل الفرق بين السيناريو والحوار موضحا أن الحوار جزء من السيناريو وليس كل سيناريو حوار،.
وأشار إلى أن كل ما يحدث على الشاشة هو سيناريو وله شكلين في الكتابة الأمريكي وهو الشكل المسرحي والشكل الفرنسي حيث يقسم الصفحة إلى نصفين يمين ويسار.
والحوار في السيناريو يجب أن يكون مناسب للشخصية ، ويدفع الدراما إلى الأمام ويكون إضافة للسابق ويمهد للمشهد القادم ، وأحيانا الصمت في السينما يكون بديل للكلام مثل فلم المومياء.
وتحدث عن الشخصيات : الشخصية يجب أن تكون مثيرة دراميا ، وتبدأ من نقطة معينة وتتطور ، ويجب أن تكون شخصية لها أبعاد متعددة ولا تقتصر على الشكل الكلاسيكي الذى يحدد الشخصية في أبعاد ثلاثة اجتماعية – جسدية – ونفسية ومع تطور الدراما ظهر أبعاد متعددة للشخصية منها على سبيل المثل مكان الولادة ، عدد الأخوات وترتيب الشخصية بينهم وكثير من التفاصيل التي تؤثر في الشخصية .
المكان: ليس فقط هو ديكور الأحداث، والمكان نفسه يجب أن يطبع ويترك أثر على الشخصية وضرب مثل بفلم "خرج ولم يعد" لمحمد خان وتأثير المكان على الشخصية.
الحدث : يكون على حسب قواعد اللعبة المتفق عليها من واقعي أو فنتازى .
السرد : مرتبط بالخيال وقدرة السينارست على إطلاق العنان لخياله .
الإيقاع : يبدأ من السيناريو وحسب إيقاع الفيلم واحتياجه ونرى الإيقاع البطئ المتأمل في فيلم "المومياء" لشادي عبد السلام ، و الإيقاع السريع عند يوسف شاهين في "إسكندرية ليه "
وضرب السينارست أشرف نصر مثل بنموذج مثالي لكل ما سبق وهو مشهد بعينه في فيلم "شئ من الخوف" لصلاح أبو سيف ، وهو مشهد للرائعة شادية " فؤاده " لفتح الهويس متحدية الظلم .
وأضاف أسماء عدد من السيناريوهات المطبوعة لمن يحب أن يطلع عليها مثل سيناريو البوسطجى – وعرق البلح " لرضوان الكاشف " وبين النظرية والتطبيق لحسن حلمي المهندس – كيف تحكى حكاية لمركيز.
المداخلات:
د. محمد عبد التواب : تحدث عن الثقافة العربية وأن الشخصية السائدة فيها الخير المطلق أو الشر المطلق وأن الشخصية الحية التي تخطئ وتصيب غائبة في المشهد .
الأستاذ أحمد قرني : أرفض في أول الأمر فكرة أن يرتبط السيناريو بالعمل الأدبي من رواية أو قصة أو خلافه ومسألة المقارنة بينهم مسألة ظالمة وقد حسمها الكاتب "نجيب محفوظ" أنه مسئول عن رواياته وليس مسئول عن السيناريو، وهناك ضلع ثالث للمنظومة هو رأس المال حيث كانت الدولة ترعى ومسؤلة عن السينما والآن المنتج الخاص يهمه في المقام الأول الربح ، كما أشار إلى تأثير السينما الأمريكية على الفيلم المصري والطفرة التكنولوجية العبقرية للأفلام الأمريكية .
الأستاذ أحمد طوسون : لدى سؤال محير بعض الشئ ، حيث تغيرت معايير كثيرة في السينما منها التوزيع للفضائيات الذى يحقق أرباح كبيرة مما يزيد طبيعة الإنتاج وتحرر الفيلم من نجم الشباك ..وهذا لا يحدث..؟!!
احمد عبد الباقي : المنافسة الجادة هي أساس تطور السينما وليس رأس المال والاعتماد عليه وحده أفسدها والحلقة المفقودة تكمن في غياب الناقد الذى يطور ويوجه صناعة السينما للجمال وليس للعرى فقط وهناك نشر لمفاهيم خاطئة قانونية وطبية واجتماعية من خلال السينما مثل : "هحرمك من الميراث" ، أو لو مر على المريض 24 ساعة .. الخ .
عماد عبد الحكيم : هل المونتير يؤثر على السيناريو ويؤثر فيه تأثير مباشر ؟
وقد أجاب السينارست أشرف نصر على المداخلات والأسئلة معتذر عن أنه لم يتحدث عن إشكاليات السينما بشكل عام ملتزم بعنوان الندوة ، وأن أي عمل بعد كتابة السيناريو يؤثر عليه بشكل عام ، وأن نموذج "بيت من لحم" الذى قدمه د. محمد سيد أتفق معه ، إما عن خيانة السيناريو للنموذج الأدبي فهذه حالة من الممكن أن تحمل وجهين وهناك نموذج فيلم "الكيت كات" لدود عبد السيد مختلف عن رواية مالك حزين لإبراهيم أصلان ولكن في نفس الوقت الرواية رائعة والفيلم رائع، أما عن تدخل الدولة في صناعة السينما أنا شخصيا لا أوافق عليه والفيلم رؤية المخرج وهو من يحدد العمل السينمائي بشكل عام ، ومقولة الجمهور "عايز كده" هي كذبة وهناك أفلام حبست في الأدراج تحت تأثير هذه المقولة ثم حققت نجاح عند عرضها مثل فيلم "بحب السيما" ، وعن الإبهار والتكنولوجيا نرى أنها ليست كفيلة بتحقيق النجاح وفيلم "أفتار" لم يحقق جوائز هامه بالرغم من الإبهار الواسع ولكن على كاتب السيناريو أن يوظف ويطور خياله لاستيعاب التكنولوجيا ، وأوضح أشرف نصر أن النموذج الايطالي والايرانى في السينما نماذج جيدة لتكاليف البسيطة للفيلم والمنحازة إلى الناس وتقدم رؤية بصرية جميله .
غطى الندوة: عماد عبد الحكيم