الجمعة، 12 يونيو 2009

(قاموس الكائنات الخرافية ) شوقي عبد الحكيم


قرأت لك - كائنات خرافية
كانت الخرافات عن الغول والغولة منتشرة بكثرة في مناطق الجزيرة العربية وشمال افريقيا والغول هو كائن خرافي على هيئة امرأة بشعة الشكل وسمينة الجسم تعيش في محاولة دائمة لاصطياد بني البشر لقتلهم ومن ثم التهامهم! ونجد الغولة في القصص الخرافية هي صاحبة منزل به ادوات الطبخ والاواني وفي بعض الاحيان نجد لها بنات او صديقات وغالبا ما يتمكن بطل القصة من التغلب علها بالحبلة احيانا وبالرقة واللطف احيانا اخرى وغالبا ما تكون للغولة نقطة ضعف مميتة يكتشفها بطل الحكاية الذكي. وتنسب خرافات الغولة للشاعر المشهور في الجزيرة العربية (تأبط شرا) حيث يقال انه ذات مرة صرع غولة بضربة واحدة من سيفة وان الغولة ظلت تستعطفه كي يعاجلها بضربة اخرى لكنه رفض وتركها تموت وينتشر هذا الموقف في قصص الغيلان العربية اذ ان ضربة البطل واحدة لا تثنى وان الضربة الثانية ربما تعيد الحياة الى الغولة مرة اخرى. ويستمر مؤلف هذا الكتاب الصغير الحجم (قاموس الكائنات الخرافية ) شوقي عبد الحكيم في سرده حول الكائنات الخرافية في العالم وفي الوطن العربي متحدثا ايضا عن كائنات اخرى خرافية مثل : العنقاء تكبر ''العنقاء'' النسر حجما وتتميز عليه بصوتها الجميل ويبلغ عمرها ما بين 500 و 100 عام وعندما يصل الطائر الى هذا العمر يبني لنفسه عشا على قمة اعلى الاشجار وهنا تحرق اشعة الشمس العش وبداخله العنقاء حتى يتحولا الى كومة من الرماد وبعد ذلك تظهر من الرماد عنقاء صغيرة سرعان ما يشتد عودها فتحمل الرماد الى معبد الشمس في مصر وتعود الى حيث نشأت لتبدأ دورة حياة جديدة. وتوجد في الصين واليابان اساطير تماثل اسطورة وخرافة العنقاء العربية وتبالغ الاساطير لدى الصينيين واليابانيين في وصف جمال العنقاء وريشها الملون وتذكر ان الطيور الاخرى تحج اليها وتتجمع حولها اينما ذهبت وفي اساطير اخرى فان هذا الطائر المستحيل يسمى (الفينيق) حيث يعيش 600 سنة ابو الهول ابو الهول كائن خرافي له جسم اسد ورأس انسان وفي بعض الاحيان له اجنحة طير وعند الاشوريين نجد ان له لحية طويلة وهناك ايضا ابو الهول الذي له رأس صقر وفي كل الاحوال فان ابو الهول يرمز رأسه الى التفكير السليم وجسمه الى القوة الحيوانية الجبارة أي انه كائن يجمع ما بين العقل والقوة معا. تختلف اشكال التنين باختلاف البلدان فهو في بعض البلدان له عدة اجنحة وفي غيرها حيوان من ذوات الاربع ومنه انواع تزحف على بطونها كالثعابين وانوع اخرى متعددة الرؤوس اذا قطع احدها ظهر في مكانه ثلاثة رؤوس ومعظم اشكال التنين في مختلف البلاد تنفث النار من انوفها ومن افواهها واجسادها مغطاة بالقشور مثل الزواحف. والتنين في الاساطير الاوروبية لا يظهر الا في الليل ويأكل البشر ويقطع عليهم الطريق الى الماء. وتصف الاساطير الاوروبية التنين بالحكمة لكنها في الوقت نفسه تحكى عنه حوادث يبدو فيها طائشا او بخيلا يكنز الذهب والمجوهرات. اما التنين في بلاد الشرق فهو حكيم واليف في اغلب الاحيان. والتنين في الصين متعدد الالوان يلمع جلده ليلا ويمكنه الطيران والتبدل الى هيئة انسان. وكانوا يصورونه بلحية طويلة على جانبي وجهه وبجوهرة ثمينة اسفل ذقنه والتنين الشرقي لا ينفث نارا بل يطلق الدخان من فتحتي انفه ولذلك فهو قادر على صنع السحب ومن ثم على التحكم في الامطار وفي مياه البحيرات والمحيطات حيث يعيش. وتحكي اساطير الاسفار والترحال المصرية القديمة ان ملاحا مصريا لجأ الى جزيرة منعزلة بعد غرق سفينة وانه قابل حاكم الجزيرة فوجده تنينا يبلغ طوله ثلاثين ذراعا ويبلغ طول لحيته ذراعين وعرف البحار المصري ان التنين يعيش وحيدا بعد ان هلك خمسة وسبعين تنينا اخرين كانوا اولاده واخوته من جراء سقوط نجم سماوي على الجزيرة. وهكذا كان ذلك التنين يعيش وحيدا مكسور القلب ينتظر وصول احد الغرباء الى الجزيرة ليجزل له الكرم والعطاء الى ان يحين رحيله من الجزيرة كما حدث مع الملاح المصري الغريق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق