عن حكايات اللصوص والمكرين والخطافين والتى تمتلئ بها كتب التراث والفولكلور والتى تلاحظ ان مثل هذه الحكايات تزدهر فى احقاب العصور والعهود ، حين تأفل حضارات وعهود وتبدأ عهود جديده ، وبين هذه المرحلة تنشط حكايات ووقائع اللصوص والافاقين والخطافين كما ذكر هيرودت " ابو التاريخ " وقد اورد الكثير من حكايات اللصوص والخطافين ومنها حكاية قد جمعها على اغلب الاحوال من الفيوم بعد زيارته لها من حوالى 25 قرنا وفى سنة 440 ق . م . ورصد فى كتابه مظاهرالحياة من معتقدات ، وقصص وحكايات وطقوس ، وشعائر الميلاد والموت ، والتقويم المصرى القديم والجاليات التى تعيش فى مصر واقلياتها ، والتى كانت تعيش وتزدحم مصر بها من فينيقيين ، وليبيين ، وفرس ويونانيين ، ورصد عداتهم وتقاليدهم وحياتهم اليومية .
وغالبا زار " هيرودت " الاقليم الارسينوى أو اقليم الفيوم وجمع هذه الحكاية عن اللصوص وهذا الملك الذى جمع الكثير من المال والذهب حتى انه لم يتح لملك مثله جمعه .. وقد فكر الملك فى اخفاء كنوزه حتى لا تكون مطمع للسرقة من ساكنى قصره ، فستدعى بناءه - او مهندسه - وطلب منه ان يخفى الكنوز ولا يعرف احد بسرها غير الملك والبناء ، وبنا المهندس حائط بطول القصر ووضع الكنوز بها وأضاف سر فى الحائط لا يعرفه الا الملك والبناء بالطبع ، ونجحت الطريقة السحرية الا ان البناء قبل وفاته اخبر ابنه الاكبر بالسر خوفا عليه من الفقر والحاجه ، وبعد وفاة الاب - البناء - تخفى الابن الاكبروسرق القليل من الذهب وعندما سألته امه عن هذا الذهب حكى لها السر ، وسمع الابن الاصغرهذا السر فقرر الذهاب لاخذ بعض الذهب وكرر فعلته ، الا ان الملك اكتشف سرقة امواله وخزائنه ، فأخضر ابن البناء الاكبر ليعمل حيلة تطبق على السارق ، وبالفعل صنع حيلة تطبق وتقطع رقبة السارق ، وعند ذهاب الاخ الاصغر لسرقة الخزنة طبقت الحيلة على رقبتة وقطعتها وبعد ان عرف الابن الاكبر انها رقبة اخيه الاصغر حملها وذهب الى امه باكيا ، وقرر ان تستمر الحيله والمكر بينه وبين الملك الذى حاول كثير حماية خزائنه الا ان الابن الاكبر كان ينتصر عليه دائما وبعد ذلك زوجه ابنته اعترافا من الملك بذكائه وقدرته على صنع الحيل .
وهذه الحكاية التى جمعها هيرودت اصبحت فيما بعد فى القرون الوسطى هى حكاية على الزيبق حسب أراء علماء الفلكلور وتتبعهم للحكايات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق