الاثنين، 18 يناير 2010

تغطية ..مناقشة شارع بسادة لسيد الوكيل

مناقشة رواية" نوفيلا " شارع بسادة

للروائى سيد الوكيل

نادى أدب بيت ثقافة سنورس

فى ليلة رائعة ناقش نادى أدب بيت ثقافة سنورس رواية شارع بسادة للروائى سيد الوكيل ناقشها الناقد د. محمد مصطفى .. والروائى أحمد قرنى وأدارها القاص أحمد طوسون بحضور العديد من المثقفين والكتاب بنادى أدب سنورس قائلا أن كل قرائة جديدة للعمل الأدبى تختلف عن القراءات السابقة لذات النص وتكشف لنا عن أبعاد جديدة وخاصة اذا كان النص مراوغ مثل نوفيلا سيد الوكيل الذى تتشكل القرأة به الى قراءة كونية كبرى من خلال الهم الانسانى المعتاد والبسيط ثم أعطى الكلمة للكاتب أحمد قرنى ليناقش من خلال قراءته الخاصة الرواية .

أثنى على الرواية فى بداية حديثه وصفا طريقة تناول الكاتب لها بالطريقة الصادمة ودوره كمثقف تنويرى هز بشدة معتقدات الجماعة الشعبية وان "البرنو" داخل الروية عظيم ويظهر بشدة فى اغتصاب شيخ الجامع لنادية ويسقط القداسة التى تمنحها الجماعة الشعبية لرجال الدين .

كما أضاف "أحمد قرنى" من خلال قرأته المتميزة عن الشخصيات فى الرواية حيث لا نعرف لها تاريخ مما أكسبها دلالات أوسع مثل مافعله الوكيل مع شخصية " مارسا " وتعريفه لها بكلمات قليلة ولكنها عبرت على دلالة الشخصية، ولم يقع "الوكيل "فى" الجرجرة " السردية للروائيين التى نقرأها فى معظم الروايات الأن .

وعن المكان فى الرواية " النوفبلا " قال أن "الوكيل" لم يكن مهموم برصد المكان بمعناه التقليدى ولكن من خلال حضور واقع من دم ولحم للشوارع والفضاء والبيوت بأعتابها وساكنيها من بشر وأرواح حسب المعتقد الشعبى للبيوت والأماكن التى تترك فترة من الزمن لتسكنها الأرواح والرواية خلت من الحديث المستفيض عن المكان بالرغم أن الكاتب أعطى عنوان مكانى للرواية ولكن سرعان ما تكتشف أنه عنوان مراوغ ، واحتفال" الوكيل "بالمكان فى الرواية له علاقة تضاد مع ساكنيه من بشر ينتظرون راكبى القطار وأشباح من دهسهم القطار يوما فى النفق ، ولم يكن المكان مجرد مسرح للأحداث فقط ولكنه فضاء واسع يتشابك مع العالم الانسانى الرحب.

أما الزمن داخل الروية يتقاطع ويتداعى مع الأحداث ويعطى إحساس للقارئ بأنه يقرأ رواية أبدية أو -إذا جاز لنا- أننا نقرأ روية تداعيات

وقد طرح أحمد قرنى فى قراءته إشكالية السرد عند الوكيل واختلاف الضمائر للراوى وكأنه ممسك بالكاميرا لعمل "شوتات " ليرصد الصورة من عدة زوايا مختلفة ويتضح هذا فى رصد الجدة لبيت الفخرانية من جهة ورصد الملاك له من جهة أخرى توضح لنا من خلال هذا الرصد حس الجماعة الشعبية التى لا تبحث عن الحقيقة بشكل كافي ولكنها غارقة فى معتقداتها .

وفى النهاية يتساءل "قرنى " هل انغماس الرواية فى تفاصيل الجنس لبعض الشخصيات مثل " حسونة " " وسمير وهدان " يجعلها فى تصنيف رويات الجسد البرنو " وهل الرواية بشخصياتها وطريقة سردها ولغتها الشاعرية تجعلنا نطلق عليها رواية النخبة.

ثم أعطى القاص أحمد طوسون الكلمة للناقد د. محمد مصطفى ليكمل المناقشة ويعرض قرأته وقد قال فى بداية كلامه .

أن أحمد قرنى ليس روائى جميل فقط ولكنه قارئ نموذجى يمتلك خبرات خاصه يوظفها كمتلقى لتغوص بداخل النص وتتقصى مفرداته.

وقال د. محمد مصطفى أن الروية لأديب هام معنى بخلق عالم ابداعى داخل مصر وينبغى أن نقول أن هذا النص بما فيه من تقنيات السرد والكتابة يتمدد بشكل أكبر بمعنى أنه نص ليس طويل ولكنه مقلق وبه الكثير من التواصل معه وربما المسلمة الأساسية يه أنه نص ينتسب الى البنيوية وكلمة" نوفيلا" التى وضعها الوكيل مصطلح ايطالي يعنى التداخل بين الرواية والقصة القصيرة وهذا النص يحتل منطقة وسطى بينهما وبهذه الحالة التى عليها النص تستطيع قرأته بعدة قراءات كنص غنائى للغة الشعرية به أو كاتراجيديا كونية لتجد نفسك أمام مشهد تطهير ، والنوفيلا نوع أدبى قديم كتبه نجيب محفوظ ويوسف إدريس والقعيد وغيرهم لكن ينبغى أن نكون منصفين لأن نوفيلا الوكيل تختلف عن سابقيها لتحول نوعى فى الكتابة بشكل يجعلها تسيطر على الكتابة بمعنى خلق فضاء مكتمل يتماس مع الواقع

و"الوكيل "فى هذا العمل يقول أنه امتلك ناصية الكتابة داخل السرد القصصى بالحوارات الداخلية وتقاطع الزمن بتيار الوعى ومساحته

وحركة السرد أو ما نطلق عليه تيار الوعي حيث يعمل على التشويش فلا تتعرف بسهولة على من يتكلم ؟ ومن يسرد ؟والضمير عائد على من ؟وكلما نستطيع أن نمسك ببنية معينة تجدك أمام بنية جديدة لتدفق تيار الوعى داخل النص ويحدث التداخل فى منطقة ألا حسم- وهى منطقة أساسية فى الكتابة الجديدة – بحيث يوهمك هل تقرأ رواية أم قصة قصيرة متن أم هامش لتتعدد القراءات داخل النص وهناك أمثلة عديدة فمثلا عندما تستلم صوت الولد البدين الخجول تفاجأ بصوت الملاك الذى يبطنهم صوت المؤلف الضمنى وهذا الثلوث يدفعك الى التوتر بينهما لتعيد تفكيرك وقراءتك للنص بأشكال متعددة وتتساءل هل هو نص للولد البدين الخجول الذى نام وحلم وهو مسكون بالحكايات ثم ان هذا الثلوث يجابهك داخل النص بما هو شرير خالص وما هو خير خالص وما بينهما .

والمصادفات داخل نوفيلا " سيد الوكيل "هى الشئ الأساسي وتلعب دائما دور كرؤية دالة فى مصائر البشر وتتشكل لتتحكم فى أقدارهم ويتضح هذا فى القطار الذى يحمل الولد البدين والبنت الى البلد دون ان يعرف أحدهم الأخر ولقاء الحنطورين فى شارع بسادة ثم يحدث التراسل ويتمدد الحدث ليحدث تفكيك لهذه الشفرة التى تحدث كمصادفة ونعرف من خلال حلها العلة للحدث .

وينهى د. محمد مصطفى قرأته عن الثنائيات داخل النوفيلا والتراسل والتقابل بين مملكة الإنسان ومملكة الطبيعة والفعل الخير عندما يتحول لشر ( بمد يد الولي داخل الرحم ليغير الجسد تارك الروح ) لتظهر شخصية سمير وهدان جسد رجل فى روح أنثى .

وانتقل مقدم الندوة بالحديث للمداخلات التى ساهم فيها عماد عبد الحكيم بقرأة للرواية وبالتعليق للمسرحى أحمد الأبلج وكاتب الأطفال حمدى سليمان وعدد من الحاضرين أعقبها تعليق على المداخلات من الروائى سيد الوكيل.

حضر الندوة نائبا عن رئيس المجلس الأستاذ محمد نجيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق