الأحد، 17 يناير 2010

رد على موضوع ورشة الأطفال المنعقدة بالفيوم

وصلنى هذا الرد من الكاتب والصديق " على عبد الباقى " عن موضوع سابق فى المدونة وهو ورشة الأطفال التى كانت عقدتها مؤسسة فريدريش مان "كورشة طفل " لبعض كتاب الطفل على ضفاف بحيرة قارون عن ترسيخ الليبرالية - وحقوق الموطنة - وتشجيع الأطفال على وضع نهايات بديلة لنصوص الأطفال - ضد التمييز -
وننشر التعليق والنقد كما هو دون تدخل فيه ، ويحق للمشاركين والمهتمين الرد او التعليق .. شكرا للكاتب والشاعر على عبد الباقى .

قامت مؤسسة تُدعى "فريدريش ناومان" ـ يبدو أنها أمريكية ـ بالتعاون مع بعض قصور الثقافة بعقد ما يُسمى بـ "ورش عمل سياسية ليبرالية وحقوق الطفل" ، أما أهداف هذه الورش فقد تحددت فى ترسيخ : الليبرالية السياسية ـ حقوق المواطنة ـ تشجيع الأطفال على وضع نهايات وأفكار بديلة لنهايات نصوص كتب الأطفال. وتأتى عبارة ( ضد التمييز كالنوع ، الجنس ، الدين...الخ ) لكى لا تدعك تكمل سؤالك : ولماذا تريدون يا سادة من أطفالنا أن يتجرؤا على نهايات القصص التى إرتآها كتابنا ، فيغيرونها ويبدلونها بنهايات أخرى بديلة.!؟

وهى قيم نبيلة كما ترى لكنها تظل داخل صورة مبتورة ، يحيطها إطار مكسور ، إلا لو ذهبت إلى مكتبات مدارسنا واطلعت هناك على كتب المعونة الأمريكية ذات الشكل الجذاب والصور المبهرة لتدرك على الفور أن كل هذه القيم النبيلة ، إنما يراد إدراجها تحت قيمة نبيلة أخرى ، هى فرس الرهان بالنسبة لهم ، ألا وهى قيمة ( التسامح ) ، وهى قيمة لا يشوبها شائبة إلا لو واصلت القراءة لتعرف أن التسامح المطلوب غرسه فى عقول أطفالنا هو ذلك التسامح الذى يقتضيه السلام مع الجيران. أعرفت من المقصود بالجيران؟.. وهل عرفت ما هو المقصود من وراء كل هذا اللف والدوران.!؟

تتوسع هذه الورش فتستهدف التلاميذ من جميع المراحل الإبتدائية والإعدادية والثانوية (!) وقد إنعقدت أخر هذه الورش بفندق بانوراما شكشوك على ضفاف بركة قارون بالفيوم فى الفترة ما بين 26/12 إلى 28/12 من هذا العام المنصرم توا.

الموضوع فيه إختراق ، وينطوى على خطورة بالغة ، إذ يعمد إلى غسل أدمغة أطفالنا بنعومة ، إذ يأتى تحت مسمى بعض القيم التى لا تستطيع أن تعترض عليها ، ففيما إعتراضك على قيم تتسم بالليبرالية ، وتحارب كل أشكال التمييز القائم على النوع أو الجنس أو اللون أو الدين ، لكن بقليل من التأمل تدرك أن كل هذا يهدف إلى جعل أطفالنا متسامحين تجاه عدوهم الغاصب المتربص بمستقبلهم مثلما كان متربصا بماضى آبائهم ، وما يزال متربصا بحاضرهم.!

ولنا هنا سؤال ـ ليس ساذجا ، ولا بريئا ـ وهو: هل تحاول مؤسسة "فريدريش ناومان" غرس هذا التسامح فى نفوس الأطفال الإسرائيليين هناك ، مثلما تحاول ذلك مع أطفالنا هنا.؟..

ما دام يهمها أمر السلام إلى هذا الحد ، وما دامت تحرص على أن يعيش الجميع فى جو من التسامح والوئام. إن لم تكن تفعل ، وإن كان أطفالنا هم وحدهم المستهدفين منها بهذا التسامح ، فعندها لا يكون إسمه تسامحا ، وإنما شيئ آخر كالخنوع أو الإذعان.!

والموضوع ينطوى على خطورة أخرى ، إذا ما علمنا أن أدب أطفالنا فى مصر لا يول أى إهتمام للقيم السياسية ، خاصة فيما تعلق منها بالصراع العربى الإسرائيلى.! .. ومن هنا تصبح الساحة خالية تماما لمساعى مثل هذه المؤسسةالمذكورة عاليه.!



هناك تعليق واحد:

  1. يخترقون بيوت الثقافة بفلوسهم .. كيف يسمح الأستاذ أحمد مجاهد بهذا.؟

    ردحذف