وسائط أدب الأطفال .... من وجهة نظر ذاتية
قد يجد الطفل وسيطا يتغذى منه لتنمية أفكاره و أحساساته وأخيلته وتتوسع منها مداركه دون وعى منه. وقد يتلقف هذه الأداة / الوسيط من الأسرة تلقائيا أو باى شكل من الأشكال مثل ذلك الطفل الذى كان يستمتع الى الراديو الضخم الخشبى و الذى كان يقبع هناك و فى مكان عال بعيدا عن الأيدى ولكنه لم يكن يستمع إلى ذلك الراديو حين يريد .. فتشغليه قديما كان يخضع لمجموعة من الطقوس .... منها إلتفاف أفراد الأسرة أسفله بعد الأنتهاء من طعام العشاء و لكن ينتابه الضيق لأنه يريد أن يستاثر بالراديو و ينفرد وحده بالأستماع الى هذا الوسيط الساحر .....
فى سنوات المراهقة تمكن مما يريد مع ظهور عصر الترانزستور.. فقد يحتضن وحده هذا الوسيط حيث يتفاعل وجدانيا مع البرامج التى كانت تستضيف كبار المفكرين والكتاب و الفنانين....
يذكر الطفل الآن أن بدايه تشكيل مداركه و معارفه كانت تتدفق إليه من هذا الرافد الذى كان يتدفق إليه من تحت البطانيه.
تلك كانت إحدى أشكال العلاقة التى تمد تتكون بيد الطفل و الوسيط التى يمثلها هنا جهاز الراديو .. فما عساه يكون مفهومنا عن الوسيط بصفه عامة .....
الوسيط فى أدب الأطفال هو كل أداه يمكن إستخدامها فى نقل معلومة أو فكرة أو ثقافة تسهم فى تنشئه الطفل.
و الوسيط وفق هذا المفهوم يتضح أهمية فى نقل أدب الأطفال،اذ أن لاوجود لأدب الأطفال دون وسيط يستعين به لنقل هذا اللون الفنى ، حيث أن أدب الطفل فى بعض تعريفاته هو: " اللون الفنى الذى يلتزم بضوابط فنيه و نفسيه و إجتماعيه و تربويه و يستعين بوسائل الثقافة الحديثة فى الوصول إلى الأطفال"
وهناك تعريف أخر لأدب الطفل يساعدنا فى التعرف على أهمية الوسيط أن أدب الأطفال: "هو الأثار الفنية التى تصور أفكارا و إحساسات و تتفق و مدارك الأطفال و تتخذ أشكال : القصة – الشعر- المقالة و الاغنية." هذان التعريفان هى لهادى نعمان الهايتى اللذان أوردهما فى كتابة " أدب الأطفال، فلسفية، فنونه، و سائطه".
فإذا كانت تلك نوعيه العلاقة التى تنشأ بين الوسيط وأدب الأطفال على نحو ما رأينا فما هى خصائص هذا الوسيط يا ترى.؟
" أنه يتغير حسب العصر الذى وجد فيه وحسب الظروف المحيط سواء كانت إجتماعية مثلا" أو خاصة بتطوره هو من الناحيه التكنولوجيه. فالراديو الذى كان عاليا فوق الرؤوس غير هذا الذى أصبح يحمل مع صاحبة أينما ذهب ، و الكمبيوتر الضخم كالدولاب غير الكمبيوتر الشخصى.
والوسيط يلقى بأثره على شكل المادة المقدمة للأطفال ، فالمادة المقدمه بين دفتى كتاب غير هى نفسها التى تقدم كرسوم كاريكاتورية غير هى نفسها التى تقدم فى صور مزينة متواليه وفق سيناريو معين غير هى نفسها التى تذاع عبر الأثير.
فالمادة المتقدمة قد تفشل هى نفسها مع وسيط وتحقق نجاحا باهرا مع وسيط أخر فهذا الفشل ، وذالك النجاح لا يرجع إلى أثر المادة المقدمة و إنما يرجع إلى نوعيه الوسيط وهذا يقتضى منا أختبار الوسيط الأنسب للماده الأنسب له .
للوسيط أثر فعال على إنتشار الماده المقدمة فأثر الكتاب عبر الحدود يتضائل نسبيا إلى جانب الأثر الذى تحرزه الفضائيات أو شبكة الأنترنت ، وهذا يحيلنا ولا شك إلى قضية الغزو الثقافى و محاولة ثقافة بعينها إلى إحراز أنتصارات على الثقافات الأخرى عبر ما تسعى إليه من تشكيل العقول أو تضليلها بأفلام تمجد القوة كأفلام : السوبر مان و بات مان ، و أفلام المسخ كأفلام سلاحف النينجا و جيمى نيترون وأفلام أميرات ديزنى و تيمون و بومبا و علاء الدين التى تعرض عبر قنوات: نيكالودين و mbc3 ... إلخ
تحوير الوسيط:
فالوسيط قد يغير من شكله فى نعومة ودون إنتباه من المتلقى ، ومن هذا ما نراه فى بعض نشرات الأخبار وهى تذيع حدثا مصورا عن حادثة إجرامية أو معركة حربية فنرى الكاميرا وقد سلطت على الطفل الذى خرج من تحت الركام ليحكى لنا عن كيفية حدوث المعركة وعن الذين قتلوا فيها و المعاناه التى عاناها و كيفية نجاته ..إلخ وما يتلاقاه الطفل من قصص دينية " غير مراقبة" من شرايط كاسيت واسطوانات مدمجة تحمل حكايات واقصوصات وأغانى وألوان فنية لاتلتزم بضوابط فنية للأطفال ولكنها تغرس فيه مفاهيم اجتماعية- ربما أكبر مما تغرسه الألوان الفنية الملتزمة بالضوابط الفنية- ويظهر لنا قيم ومعارف سلبية فى سن الشباب نتيجة هذه العشوائية .
وسائط مستقبليه متوقعة :
كالموبيل الذى يمكن استخدامه فى نقل اقصوصه لغويه أو مصوره عبر ما يرسله من رسائل و تلاحظ أن هذه الأداة تتخطى عائق الأمية فلا يلزم فى الأقاصيص المسموعة أو المصورة معرفة القراءة و الكتابة.
ولا يفوتنا فى النهاية أن نلفت النظر إلى الأهمية الدائمةو المستمرة لوسائط أدب الأطفال المعروفة لنا قديما كصحافة الأطفال و كتبهم و مسارحهم و برامجهم الإذاعية والتليفزيونيه و أفلامهم السينمائيه و التليفزيونه فهى جميعا ستبقى و ستظل فاعله .. كل فى مجاله خاصة إذا حاذ ت كلا منها ما تستحقه من تطوير و وسائل الجذب.
كتب
عماد هلال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق