قصائد مسرحية—شوقى عبد الحكيم
ذاكرتى ... أين
قبل أن يصدر قرار اعتقالى
كانت ذاكرتى عادية
مع اناس كثيرين حميمين
عادية.
كنا نتجمع ونتفرق ونسهر ونتناقش
الأمر على مختلف جوانبه دون حدة.
اناس يكبرونى
لأمر ما تجمعهم قرابة
صداقة.
مجانسة
لا أعرف.
الا اننى الوحيد الغريب
كانوا أعلا مقاما
حضورا
وكنت أتساءل
لماذا جميعهم يعرفون الكثير.
بواطن الأمور يعرفونها.
الخبئ منها وما لم يعلن.
أما أنا...فلا.
كانت ذاكرتى مثلهم .
حضورى.
الا أننى شيئا فشيئا لم اعد أعى
تلاشت منى الذكريات.
حاجياتى.
هدومى أشيائى ما يلزم.
لمعتقل.
ظللت أطوف حوارى ودروب تجمعنا.
الملتويى كأحديث صيفية
شتوية ..لا تنتهى.
أحاديث عذبة على رشفات الشاى.
المر.
كن جميعا ننتظر الحبس تحدونا الرغبة
فى اللمة.
جمع الشمل.
ما لم نكنه فى الحرية.
عبرساحات المدن ومنتدياتها ودروبها.
دوادوين العمل.
الصحف السيارة.
المسارح ودور العرض.
كنا جميعا ننتظر بأحمالنامن هدوم
وبطاطين وما يؤكل.
يسد الرمق.
السجائر وعلبة الجبن والطحينة.
وأكداس الشاى والسكر والبن.
ما يستر أجسادنا
الا اننى نسيتها.
أين.
ظللت أبحث من بيت لبيت.
بيوت ذات دورين وتراسينات خشبية.
ذاكرتى .. أين.
أبحث أبحث أبحث .
ذاكرتى.. حاجياتى أين.
الوقت أذف وهناك من ينتظر.
فللأشياء الصغيرة رونقها.
أين أشيائى.
ما يستر جسدى.
ذاكرتى .
أين .
أين.
قصيدة مسرحية من مجموعة قصائد مسرحية..لشوقى عبد الحكيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق