الثلاثاء، 3 فبراير 2009

النخلة الحزينة

النخلة الحزينة

فى الصباح الباكر مع شروق الشمس ذات الأشعة الذهبية تتجمل الاشجار وتفتح احضانها لتستقبل الطيور والعصافير بكل انواعها

والاشجار فى حديقتنا كثيرة ومتنوعه منها

اشجار الزينة

وهى أشجار تزرع بغرض الزينة لشكلها الجميل واستخدامها فى الظل لتحتمى فيها الطيور والعصافير من حرارة الشمس فى الصيف

وللاشجار غرائب

منها الشجرة الضاحكة تصيب من يستنشقها بنوبات من الضحك

والشجرة القاتله هناك فى مدغشقر تتصاعد منها رائحة تشبه البنج تصيب من يستنشقها بالاغماء ثم تطبق عليه الشجرة

وهناك شجرة مغردة فى اميركا الجنوبية والسبب ان بها تجاويف كثيرة يملؤها الهواء وعند الغروب يبرد الهواء وينكمش ويدخل الهواء البارد من خلال الثقوب فيصدر صوت مثل تغريد الطيور

وفى حديقتنا نخلة تقف وحيدة

تنظر فى غضب

وتتململ فى صمت

وتتساءل كل الأشجار عن سبب حزن النخلة الصامتة

لا أحد يعرف ما تعانية النخلة ويسبب لها هذا الحزن العميق

قررت كل الأشجار فى الحديقة أن ترسل من يسأل النخلة عن هذا السر والحزن والصمت

وكانت المهمة لليمامة

تذهب لنخلة وتسألها

ــ ايتها النخلة الجميلة لماذا انت حزينة وصامتة؟

قالت النخلة:

ــ ارجوكى .. ايتها اليمامة اتركينى لوحدى.

قالت اليمامة

ــ ان أفراد حديقتنا من أقاربك الأشجار يريدون معرفة سبب حزنك ليساعدوك.

قالت النخلة

ــ وهل هناك من يستطيع حقا مساعدتى !!

قالت اليمامة

ـــ ربما .. جربى .. فالعاقل من يجرب ولا يرفض المساعدة .

فكرت النخلة بعض الوقت .. وادركت حكمة اليمامة ( فالعاقل من يجرب )

وقالت النخلة

ــ نعم ايتها الحبيبة اليمامة.. ربما هناك من يساعدنى

سأحكى لك عن سر حزنى .. كل صباح يأتى الأطفال ليلعبون فى الحديقة

ويأتى فريق منهم االى هنا ويتجمعون ثم يقذفوننى بالحجارة ولا أعرف السبب !!

اندهشت اليمامة من أمر هؤلاء الأطفال وتساءلت فى نفسها

لماذا يفعل الأطفال هذا الأمر ويقذفون النخلة بالأحجار دون كل أشجار الحديقة

عادت اليمامة الى الأشجار وحكت لهم سر حزن النخلة

واندهشت كل الأشجار لتصرف الأطفال

واجتمعت الأشجار ودعت كل طيور الحديقة لعل عند أحدهم اجابة.

قالت الحمامة :

لا أعرف سر هذا الأمر

وقالت العصافير لا نعرف نحن صغار ونخاف رمى الأحجار

ومن قال لا أعرف سلم

اما الهدهد قال:

لا بد من أن أشاهد الأمر بنفسى حتى أعرف

غدا فى الصباح أذهب حيث تكون النخلة وأرى الأمر على حقيقته.

عاد الهدهد عند الغروب و وجد الجميع فى انتظاره

وبعد القاء التحية على الجميع.. ابتسم وقال .

بعد المقارنة والتفكير وبعض التدبير اكتشفت السر.

وفتحت كل الأشجار والطيور أذانها وعم الصمت.

وأكمل الهدهد كلامه

ــ ان نخلتنا هى الوحيدة المثمرة فى الحديقة

اما أشجار االحديقة الأخرى تستخدم لظل والزينة وأعشاش الطيور

ولهذا

يقذف الأطفال النخلة ليسقط التمر ثم يجمعوه ويأكلوه.

وطارت الطيور الى النخلة ليكشفوا لها عن السر الذى يجب ان تفرح له ولا تحزن

ان الأشجار المثمرة هى التى تقذف بالأ حجار.

عماد هلال



هناك تعليقان (2):

  1. حلوة وجميلة خالص
    حلو كمان ان يكون الهدها هو دايما مكتشف الأسرار
    بس حكمتها تخوف أوي .. سبحان الله
    " الأشجار المثمرة هي التي تقذف بالأحجار "
    أتمني يا رب يكون ده في عالم النباتات بس

    ردحذف