عفاريت ريهم سعيد
لعل حلقة ريهام سعيد عن الجن والعفاريت تسوقنا الى حكايات الخوارق والخرافة والجان المنتشرة بشكل كبير فى الفكلور
العربى عامة ، وشغلت كثير من دارسى الفلكلور منذ
جمع الاخوين الالمانيين – الاخوان جريم – العديد منه وأرجعوا هذه الحكايات
، من جن وعفاريت وخوارق وندهات وأم الشعور وسكان تحت الارض والرياح الى الموطن
الارى الهند وايران فى موسوعتهما عام 1842 .
اما السير جيمس فريزر فى موسوعته الغصن الذهبى يسوق مئات الحكايات الخرافية
عن الجن والعفاريت ومعظمها ترجع وتنتمى
الى مصادر عربية أو اسلامية منها ما كان منتشر حول بحيرة فيكتوريا ونهر النيل ، ومنها كان فى جزر الملاديف قبل
دخول الاسلام ، ومن هذه الحكايات التى حكاها أنه قبل دخول الاسلام وحين كانوا
الناس يعبدون الأوثان ، كانت تأتى الى الجزيرة مرة كل شهر ، روح شريرة على شكل
سفينة مليئة بالمشاعل الملتهبة ، وكان الشغل الشاغل للناس حينها عندما يروها ،
البحث عن فتاة عزراء صغيرة ، يزينونها ويجملوها
، ثم يسوقونها الى معبد معين على ساحل الجزيرة له نافذة تطل على البحر ، ويتركوا
الفتاة هناك طوال الليل ، وعندما يرجعون اليها فى الصباح يجدوا أن الفتاة فقدت
بكارتها وفارقت الحياة ، وكان الناس فى
الجزيرة يسحبون القرعة كل شهر ، ومن وقعت عليه القرعة وجب عليه أن يتنازل عن ابنته
لجنى البحر ، وظل الحال كذلك حتى أتى رجل صالح مسلم استطاع طرد الجنى وأنقذ أخر
فتاة فى الجزيرة بتلاوة القرأن وطرد الجنى . وتختلف القصص بختلاف البلاد فى
التفاصيل عموماً ، فهناك بلاد يهددها غول أو جنى أو عفريت أو حش له عدة رؤس أو تنين وينزر أهلها بالدمار ان لم
يقدموا اليه فتاة عزراء فى ليلة معينه ، ثم يأتى المخلص مارى جرجس أو كاهن أو شيخ
أو بطل اسطورى ليخلصهم مما يهددهم .
وفى اسطورة " البعل " الكنعانية وهى عن اختطاف الجنى للبنات
الثلاثة والذهاب بهم الى تحت الارض ويأتى البعل الكنعانى لينقذهم ويعود به أو
" عندما تسمع صوت أقدام فى رؤس شجر البكاء احترس ، اذا أنه عند ذاك يخرج الرب
أمامك ، محققاً انتصاره بعودة بناته المختطفات ،ليعاود من جديد اعتلائه قمم أشجار
السنط – أو البكاء – كرين للرياح أو انزار للأعداء "
ومن هذا نجد أن الأساطير التى اتخذت مسوح قصص الجن والعفاريت ، وتعيش بشكل خاص الى اليوم
فى ذاكرة شعوبنا العربية التى تميل الى قصص الخرافة ، وتورث بشكل داءم الى عقول
أطفالنا مع لبن الأم ، يرضعوها مع الحكايات بشكل دائم ، أو من خلال برامج
التلفزيون والكارتون وغيرها من وسائل الاتصال ، وتجد كثير من الاقبال والأعلى مشاهدة من الجمهور ، من غير دراسة على
مدى تأثيرها على عقولهم وسلوكهم ، دون خجل حتى أن مقدمة البرنامج تقول أنها لاتشعر
بالخجل أو الندم على ماقدمته فى حلقتها عن خمسة بنات من أسرة واحدة يتصرفون بطريقة
وحشية ، ويتحدثون عن أشياء غريبة تحدث لهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق