إلى أن نلتقى . .
إلى أن نلتقى . .
هند احمد
" عزيزتى ....أشتاقك حقا .. اعرف آنى قد وعدتك فى رسالتى الماضية بأنها ستكون الأخيرة لذا سامحينى فلم أستطع أن أذهب دون أن أودعك و أخبرك كم أحبك.. اعرف آنك تبتسمين الآن لأنك كنت تعلمين بداخلك آنى سأكتب اليك مره آخرى و هذا صحيح و لكن ألا يداخلك شعور الآن بأنى إنتهيت و آنها الأخيرة .كم أشتاقك الآن . أمازلت تحملين رائحه الوطن بين اكمامك ؟مازلت أذكر اخر ليله اجتمعنا فيها معا حين قررت الرحيل و مازلت لم أغفر لك و لا أظنك ستغفرين و لكن لم يكن بإمكانى آن اترك النضال أو أتخلى عن أحلامى نحو الوطن لم يكن بامكانى آن اكتفى بالكتابه كما فعلت أنت عندما تملكك اليأس ...لم يكن القلم ليكفينى .أتذكرين ..دوما كنت أشعر آن الموت يرفضنى ..و بالأمس مات صديقى و كانت أولى مشاركاته فى التظاهرات أصابوه بطلقة فى الرأس أمام ناظرى ..أصابوه فى رأسه و أصابنى الموت فى قلبى , أتعلمين كم مره شاركت و كم مره أنتويت النضال حتى الموت و فى كل مره كنت اعود محمل بالجراح و مثقل بالهموم .. أجل أظنك تعلمين. .و لكن ..كم أشتاقك الآن .. أمازلت تحملين أوتار الوطن فى صوتك ؟أتظنين العسكر سيمنحونى حرية الموت من أجل الوطن .هل سيمنحنى الطغاة الجدد ما لم يسمح لى به الطاغى القديم ؟ يا له من سؤال .. فكما تعرفين لن أطلب الأذن منهم بل سأخذ ما هو حقى بلا أدنى تردد سأناضل كما أفعل دوما و سأصرخ لأجل حرية الوطن ..أتعلمين أظننى حقا سأموت غدا ..سيحملونى على الأعناق ملتحفا بالعلم و على وجهى إبتسامة ساخرة .. سأكسر جدار الخوف.. سألعن كيان القمع.. سأقهر لغة الصمت ... سأصير كما اريد حبيبتى سأصير فكرة وطن.انتظرى لا تبكى الأن ارجوك فلن أحتمل ... آآه كم أشتاقك الأن ... أمازلت تحملين احزان الوطن فى عينيك .أتعرفين انى مازلت اشرب القهوة كما تفضلين بلا سكر بلا حليب بمراره الوجع و حده الألم ... مازلت أحترق بسجائرى فى صمت كما علمتنى و انا أجلس على حافه الخطر . مازلت أرى فيك الوطن و بين يديك أرى خطوط القدر مازلت أنا ذلك المجنون المندفع الذى أحببت و الذى هجرت مازلت انا كما انت ضحايا وطن.كم أشتاقك الآن .. أمازلت تحملين مأساه الوطن فى قلبك ؟اعرف آنى دوما ما تطول كلماتى كما آنك دوما لا تجيبين و لكن أريدك فقط ان تبقينى فى ذاكرتك قدر ما تستطيعين ... و اذكرينى ....اذكرينى بين كتاباتك ...اكتبى عنى او اكتبينى ... اكتبينى بطلا اكتبينى رمزا.. اكتبينى لمحة بين سطرين .. أوتعرفين اذكرينى و لو همسا بين شفتيك و احتفظى لى بلمعه عينيك و ابتسمى و لو كذبا كما كنت تفعلين حين تغضبين و احملينى دوما فى قلبك و اشهدى يوم ميلاد حرية وطننا لاشهدها نبضا من خلال عينيك و عدينى انك وقتها فقط ستبكين .و اعذرينى حبيبتى لانى لم احبك كما ينبغى اعذرينى لانك لم تكونى الوطن الوحيد فكما تعلمين فقد ابتلينا بحب وطن لا يستجيب وطن كلما افتقدناه فقدنا و كلما احببناه اغتال احلامنا و لكن سيبقى حلم الوطن بداخلى كما انت ستبقين فلقد احببتك و احبك و سأحبك فى كل حين ".كم أشتاقك الآن .. أجل مازلت تحملين رائحه الوطن بين أكمامك ..إلى ان نلتقى ..فى عمر اخر .حبيبى الغائب ....."قررت ان اضع احساسى المرهون بالوطن و بحبك فى كلمات ".كنت قد قررت عدم نشر مقالتى هذا الاسبوع بسبب حالة الحداد التى يرتديها الوطن و يغزل جدائلها بدماء ابناءه ... ثم اتيتنى انت و جلبت معك احزانى و احلامى و وضعتنى أمام كل احساس صارعت للهروب منه و و لأول مره اظننى اندم على الرحيل و لكن رغم هذا ..أجل لم أغفر لك .اعرف آنى لم أجيبك منذ افترقنا بل انى اوهم قلبى احيانا بالنسيان ولكن دائما ما تأتى رسالتك فى اللحظة التى اقرر فيها الابتعاد ... اجل لقد قررت الابتعاد عنك و عن النضال الذى جمعنا و عن الوطن الذى اغتال احالمنا.. قررت ان ارحل الى ارض اخرى لا احبها الى بلاد لا تعرفنى و لا اعرفها الى حيث لا تطاردنى الذكريات فى كل خطوة و فى كل نظرة ,بعيدا جدا الى حيث لا تصلنى رسائلك .و مبكرة قليلا.. متأخرة كثيرا........ وصلتنى رسالتكفقد قرأت نعيك صباح اليوم فى الجريدة و هذه المرة لم تكن أنا من تكتبك يا حبيبى .. لم تكن أنا من تنعيك ..و لكن كنت وحدى أبكيك ..أتعلم انهم وضعوا صورتك التى ألتقطها انا يوم خروجك من المعتقل تلك المرة, كم تبدو شاحبا مثقلا بالهموم تحمل اعباء الوطن وحدك على كتفيك و رغم هذا لا تفارق البسمة شفتيك و يرتسم الكبرياء على جبينك فى صمت ... أشتاقك حد الجنون .أعترف انى لا امتلك صمودك و لا شجاعتك و أعترف انى خسرت جزء من الوطن فى المعتقل و جزء آخر فقدت ملامحه فى الحداد و صار الوطن بالنسبه لى قالب أحزان كبير تجملت بآلامه ,و لا اعرف ان كان موتك سيفتك بالبقية أم سيعيدنى الى إيمانى.تلك الليلة اخبرتك أنى لا أقوى على جعلك من ضمن الهموم و لن اجعلك شرخا فى قلبى كما هو الوطن .. رحلت عنك لانى لم أكن احتمل فكرة أن يقتلك الوطن الذى نحب, فقد كنت موسوما بالرحيل و ظننتنى بغيابك سأقسو عليك و على الوطن مكتفية بدور القلم ... و لكن رحيلك الان جعلنى متلبسه فى جريمة عشقية ثنائية تتنافس فيها فجيعتى فيك مع خيبتى فى الوطن.هل ترى كيف يغتال الوطن أبناءه .. كيف يسحق الأحلام بكل قسوة كيف يحولنا من زهور تتفتح الى رماد محترق ... و رغم هذا يبقى الحب يفتك بنا يحركنا نحو الموت كما لو انه الطريق الوحيد الذى تفترشه الاحلام ... اجل احببتك و رحلت لأنى كنت أخجل من مشاعرى نحوك أمام أحزان الوطن ... كيف لى ان أراقصك على أنغام الموت .. كيف أرنو اليك و الوطن ينزف .. و كيف آتتنى خيبتى فيك متلازمه مع خيبتى فى الوطن .غدا سأشيعك فى أحضان الوطن و سأحفر على جدار قبرك مات رهين العشق و الوطن و سأحرق سجارئك الأخيرة بيدى وبعدها سأمزق ثياب الحداد و اتجه الى حيث ترفرف روحك فى سماء الحريه و اقف لأعلن للعالم أنى سأشهد عوده الوطن .. سأجبر الوطن ان يستجيب لعشقنا سأجعله يستجيب يا حبيبى الى صوتنا و احلامنا و سترى النور فى عينى و عندها لا لن أبكيك عندها فقط سأحبك كما ينبغى ...... أجل حبيبى فما بيننا لم يكن حبا كاملا ما بيننا لم يكن سوى بديل الوطن.وداعا يا حبيبى وداعا يا من احببتك حد اليأس ..وداعا يا من استحيت من حبى لك امام أحزان الوطن .. .. وداعا يا من جعلت النضال عشق و الفكره أمل ..وداعا يا وطنى الآخر .
الثلاثاء، 15 مايو 2012
Hend Ahmed أمازلت تحملين رائحه الوطن بين أكمامك
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق