ول ما تسمع عن اليهود فى التاريخ مع ابراهيم – ابى الأنبياء – ابراهيم الخليل الذى ظهر مع قومه فى القرن الثامن عشر ق.م مع الرعاة الرحل على المشارف والتخوم الاستبسية لجنوب العراق الذى كان يؤلف دولة الكلبانيين فى اور العراق.
وقبل ذلك كان ابراهيم وقومه قد خرجوا من الجزيرة العربية كجماعة من الجماعات السامية التى تأصلت فى الخزان البشرى الشهير الذى لم يتوقف عن أن يقذف – كأقليم صحراوى فقير ولكنه ولود – يقذف بالموجة وراء الموجة الى منطقة الهلال الخصيب المتاخمة والجذابة .
فى حوالى 1800 ق م هاجر ابراهيم وقومه ، شمالا غرب ثم جنوبا على طول حواف الهلال الخصيب حتى وصلوا الى حوران ثم فلسطين .
هناك ولد له اسحاق ، ولاسحاق سيولد يعقوب ، ومن أبناء يعقوب الاثنى عشرة ستتأصل الأسباط
او القبائل الاثنا عشرة الشهيرة فى التاريخ والتوراة.
تسمية اليهود : ثمة ثلاث تسميات مترادفات هم اسرائيل والعبريون واليهود
اسرائيل : ينسب هذا الاسم مباشرة الى اسرائيل ، الاسم البديل ليعقوب
العبريون : مشتقه من هجرتهم من كلدان الى كنعان حيث عبروا النهر – ولا ندرى نهر الفرات ام نهر الأردن – فسموا العبرانيين
اليهود : تدل على أبناء يهودا ، أحد أبناء يعقوب الذين أصبحوا يمثلون الباقية الهامة من بنى اسرائيل بعد الأسر البابلى .
كيف وجد اليهود فى فلسطين ؟
الكنعانيون هم أول من سكن أرض كنعان ، وهم أبناء كنعان ابن حام ابن نوح ، وهم قبيلة سامية ، جاءت من الجزيرة العربية منذ 2500 ق م ، واستقروا فى فلسطين وأقاموا حضارة راقية فيها ، وقد كان على العبرانيين أن يحاربوا الكنعانيين ليستقروا على أرض فلسطين ، وأغلب تاريخ اليهود فى تلك المرحلة تاريخ دموى لا أخلاقى" كاقبائل غازية "
يدور حول الحرب والغزو ، الا أن الهزيمة كانت من نصيب اليهود غالبا على يد الفلسطنيين .
الشتات
تعرض اليهود فى الى ثلاث دورات من الشتات وهو ما أطلق عليه سفر الخروج .
الأول : الأسر البابلى على يد سرجون الذى نقل كثير من أبناء القبائل العشر الى بابل وأسكن مكانهم بعض أسراه من البلاد المفتوحة على يد جيوشه من البلاد الأخرى ، ولكن نبوختنصر هو الذى نقل أغلبية اليهود أسرى الى بابل ، وذلك كان " الأسر البابلى " الذى استمر نحو نصف قرن وقد اتجه هذا الشتات ناحية الشرق فى شمال العراق " كردستان " وفارس وأفغانستان
الشتات الثانى : الشتات الهللينى : يبدأ بفتوح الاسكندر ويستمر مع السلوقيين والبطالسة ثم البزنطيين ، والاتجاه العام لهذا الشتات ناحية الغرب ، وقد انتشر اليهود انتشار واسع فى كل العالم الهللينستى والبيزنطى ، حتى أن ثلث سكان الاسكندرية فى مصر كانوا يهود فى عهد البطالمة ، ويقال أنهم قاموا بثورة قتلوا فيها 220 ألف من االسكان الأصليين ، وهذا كان قبل العصر المسيحى بوقت طويل .
الشتات الثالث : الشتات الرومانى والوسيط : وهو الشتات الذى أخذهم الى العالم الرومانى ، وسيستمر عبر العصور الوسطى حتى العصور الحديثة ، وكان هذا الشتات مع الثورة المكابية ، واكتمل مع الفتح الرومانى لفلسطين والذى يتعاصر مع العصر المسيحى .
واليهود فى ذلك الوقت كانوا أقلية فى فلسطين ، وقاموا بعدة ثورات على الحكم الرومانى الذى رد بتخريب الهيكل وابادة اليهود سنة 70 ميلادية " تيتوس " وفر أغلبهم الى مصر وسوريا ، وفى عام 135 م عاد بقايا اليهود لثورة مرة أخرى حيث قوبلوا بمذبحهة نهائية على يد الامبراطور
" هادريان " ختمت الى الأبد مصير اليهود فى فلسطين كدولة قو مية لهم ، وحرم الرومان على اليهود دخول القدس نهائيا ، وطردهم من فلسطين الى كل أجزاء الامبراطورية الرومانية ، وهو الخروج الأخير.
المرجع : اليهود فى التاريخ د. جمال حمدان
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق