الثلاثاء، 5 أبريل 2016

هيئة قصور الثقافة بين الجمود والتحول



هيئة قصور الثقافة بين الجمود والتحول
الحديث عن هيئة قصور الثقافة وبعد ثورتين حديث ذو شجون ومن المفترض ان يهم كل الشعب المصرى بما تملكه من ما يزيد عن 500 قصر وبيت ثقافة  ومكتبات وعدد كبير من العاملين بها ، فما بالك وهذه المؤسسة لا يشعر بها الا عدد قليل من الشعب المصرى  .
وان كان الحلم  يكبر ويتعاظم فى تجاوز تلك المؤسسة الهامة  للمعوقات التى تسد الطريق  فى الماضى أو فى هذه اللحظة لتنطلق نحو التقدم حيث انه لاشك ابدا ان تلك المؤسسة يمكنها  أن تكون قاطرة تجر المجتمع من كبوته التى نحيها نحو مستقبل مشرق لتجاوز كونها مؤسسة تعانى الفقر وعدم الاهتمام بسبب كثير من المعوقات غير متجاهلين الدور المحورى والهام لهيئة قصور الثقافة والتى لعبتهعلى مر تاريخها  فى احتضان المبدعين من الكتاب والمثقفين والفرق المسرحية  والموسيقية والفنون الشعبية ونوادى الادب ومطبوعاتها وسلاسلها وكتبها رخيصة الثمن وغيرها بشببها المبدع فى كل المجالات رغم فقر الامكانيات وفقر مواقعها فى معظم الاحيان والتهميش بختطاف دورها الاصيل  فى نشر الوعى والثقافة من قبل وزرات اخرى اتيح لها كل الامكانيات المادية ورغم هذا لانجد نتائج على أرض الواقع ونأمل أن تعيد الدولة الحق الى أصحابه ولسنا فى حاجه ان نرصد عيوب هذه المسألة وسوف نحاول سريعا دون اخلال رصد بعض المعوقات والمسالب التى نلتمسها من خلال دورنا فى هذه الهيئة الموقرة .
أولا : النظر السريع والعاجل فى اعادة التفكير للنظم واللوائح والقوانين التى تحكم المؤسسة ولا يمكن القبول أن تكون هذه النظم واللوائح المالية هى نفسها التى تحكم أى مؤسسة أخرى دون تمييز رغم انها هيئة خدمية تقدم منتج ثقافى للفقراء والمهمشين والمحرومين فى القرى والنجوع على طول مصر وعرضها دون نظام مالى يمكنها من أدء دورها المنوط بها .
ثانيا : يجب وسرعيا ايجاد قانون يتيح لهذه المؤسسة ان تقيم علاقات تعاون حقيقي بين الوزرات التى تعمل في نفس الاتجاه وعلى سبيل المثل التربية والتعليم والتعليم العالى والمحليات والشباب والرياضة والصندوق الاجتماعى  والبنوك حيث يجب على الصندوق  تخصيص جزء مالى لدعم العمل الثقافى وايضا البنوك تخصيص جزء ولو يسير من الارباح لذات الامر حتى تتمكن الهيئة من حل الضيقة المالية التى تعانيها .
ثالثا : اعادة النظر بكل جدية فى منظومة التدريب وضخ دماء جديدة لها من الشباب والباحيثين والمثقفين المهمومين بالانشطة الثقافية وعدم الاتكاء الكلى فى التدريب على الاكادميين لبعدهم عن المشكلات الحقيقية بالهيئة وعدم تواصلهم معها ومصاحبة اليوم التدريبي لورش عمل وعصف ذهنى مع امكانية مشاركة متدربين من مؤسسات اخرى لعمل التواصل وكسر الصمت بين الهيئات والوزرات بالعمل التدريبى المشترك كلما اتيح ذلك .
رابعا : ان يكون للهيئة  خاصة ولوزارة الثقافة بشكل عام اهتمام هاما وجادا فى التنشئة الأولى فى المراحل التعليمية الاولية وتشارك على الاقل فى تقديم المادة الأدبية والعلمية والفنون الصالحة لهذه المرحلة والتى تتفق مع هوية الوطن حيث انه جزء أصيل من عملها وهمها اليومى.
رابعا : العمل على التخلص من التركم البيرقراطى سواء فى اللوائح أو العاملين الغير مؤهلين والعاملة الزائدة باعادة التدريب والتوزيع والتشجيع المالى مع المراقبة الجادة والدئمة  فلا يعقل ان تعانى ادارات ومواقع ثقافية من تضخم العاملين بها ومواقع أخرى تعانى من فقر العمالة بسبب انتشار المحسوبية والفساد .
خامسا : الاستعانة بالرعاة ومن خلال الاقليم لابعاد الشبهات المالية والحزبية  لتنشيط العمل الثقافى واتاحة عرضه فى اكثر من مكان من خلالهم فلا يعقل  على-  سبيل المثل - انتاج عمل مسرحى وبذل المال والجهد فيه ليعرض خمسة ليالى ثم  يتوقف ويلملم ثوبه ويرقد طول العام حتى انتاج عمل جديد يمر بنفس الدائرة المغلقة فى حين انه لو عرض يوم واحد فى الاسبوع فى حى او قرية او نجع ستكون جملة العروض اكثر من خمسين ليلة عرض مع العلم انها اعمال مجازة ومقننة من قبل لجان متخصصة  لتناسب مشاهديها .
سادسا : النظر لتلك المؤسسة على انها سؤال المرحلة للتنمية وانها صناعة ثقيلة تعمل وتستثمر فى الانسان وهو أعظم وأشرف استثمار فى الوطن والقاطرة الحقيقية لتنمية المجتمع وعلى عكس ما يشاع عنها انها تقدم ترفا .
عماد الدين عبد الحكيم هلال
باحث ثقافى ومدير بيت ثقافة سنورس













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق