السبت، 4 سبتمبر 2010

أستاذنا وأديبنا الكبير / جمال الغيطانى

أستاذنا وأديبنا الكبير / جمال الغيطانى

تحية إعزاز وإكبار.. وبعد

تابعنا موقفكم النبيل من إحدى المسابقات الكبرى فى مصر، لكن يبدو أن بعض هذه المسابقات قد تتسبب ـ ولا نقول عن قصد ـ فيما يستدعى الدهشة والتساؤل.!

فلقد تابعت مع غيرى من المشاهدين إحدى مسلسلات التليفزيون التى تبثها أكثر من محطة فضائية ، إلى أن وصلنا إلى بعض الحلقات التى فوجئت بها تناقش قضية شرعية من قضايا الأحوال الشخصية وهى: هل كل زوجة حصلت على حكم بالتطليق بمقتضى القانون هى طالق شرعا.؟

أين المشكلة فى هذا.؟ .. وما علاقة هذا بالمسابقات.؟

المشكلة يا سيدى أن السؤال الشرعى السابق كان هو حجر الأساس الذى انبت عليه مسرحية لى بعنوان (وزير للبيع) وكنت قد تقدمت بها إلى جائزة رجل الأعمال / نجيب ساويرس فى شهر أغسطس عام 2009 .. لم تحظ المسرحية بجائزة المسابقة التى أعلنت نتائجها فى شهر ديسمبر الماضى.

والآن أجد القضية الأساس التى أثارتها مسرحية فاشلة هى نفسها قضية مسلسل تليفزيونى يحظى بنصيب وافر من المشاهدة.! .. وفى حلقتين متتاليتين نرى بطل المسلسل يصرخ بافتعال متسائلا بذات السؤال السابق، ويأتى سؤاله فجا لافتقاده المنطق اللازم له دراميا.!

فى المسرحية كان من المنطقى أن يسأل البطل نفس السؤال، لأن المحكمة قد استندت فى حكمها على شهود زور.؟

سيدى..

هل تتسرب الأعمال المقدمة لمثل هذه المسابقات من بين أيدى المحكمين.؟ .. أم سُيقال لنا أنه توارد خواطر.؟ .. لكان إذا جبر الخواطر على الله.

وهاكم المقطع من مسرحية (وزير للبيع) المغبونة، وهو ما تنتهى به المسرحية قبل إسدال الستار:

.... :

جلال : ولو استأنفت، يمكن تفهم إنى عايز أضايق فيها.. هى اللى طلبت الطلاق وهى اللى جابت

عديلى الوزير وواحد تانى قريبهم، عمرى ما شفته عشان يشهدوا زور وتطلق.. خلاص

تطلق.. يا راجل دى بقت مهزلة.! .. أنا بس كان عندى سؤال لأخينا بتاع البيكيا ده.. (إظلام

للمنظر من خلفه بينما تسلط عليه دائرة ضوء وهو يتوجه للجمهور) انت يا أخينا يا بتاع

البيكيا..

البائع : أيوه.. بيكيا .. عندك بيكيا يا أستاذ.؟

حلال : ممكن أسألك سؤال.؟

البائع : استأذنت من المخرج عشان تسألنى.؟

حلال : ده هو اللى قال لى أسألك.!

البائع : خلاص، إسأل.

جلال : الست اللى اتطلقت بحكم المحكمة بناء على شهادة شهود زور.. تبقى طالق قانونا ، وللا

لأه.؟

البائع : مش القاضى اللى طلقها يا أستاذ.؟ .. خلاص تبقى طالق بالقانون.. بيكيا...

جلال : تبقى طالق قانونا.. طب وشرعا تبقى إيه.؟ .. ( يرفع بصره عن البائع إلى الجمهور) .. هو

ده السؤال.. بسألكم .. الست اللى اتطلقت بحكم محكمة بناء على شهادة زور تبقى طالق

قانونا بالفعل .. لكن شرعا أمام الله تبقى إيه.؟ .. وإذا اتجوزت من راجل تانى غير طليقها ..

حكم الشرع فى الجوازة دى يبقى إيه.؟ .. وإذا خلفت من الراجل اللى اتجوزته ده .. موقف

الشرع من ولادها دول يبقى إيه.؟ .. هو ده السؤال .. حد عنده إجابة.؟

ستار


احترامى وتقديرى

على عبد الباقى

السادة / الألوكة الموقرة

السادة الزملاء والزميلات الأعزاء

السلام عليكم ورحمة الله..

تلك هى الرسالة التى نُشرت فى الصفحة الثانية من "أخبار الأدب" 5/9/2010 .. وكانت تحت عنوان: "لماذا نفشل هنا ، وننجح على شاشات التليفزيون.!؟" ، ولقد آثرنا ألا نرسلها لكم فى البدء، حتى لا يخرج علينا من يتهمنا بأننا نقصد الألوكة ،لا سمح الله، ولو نفينا عندئذ ، ما كان يفيد.!

المشاهد، هو أن بعض السادة المحكمين فى هذه المسابقات يجدون بين أيديهم كنوزا مستباحة من الإبداع ، بحكم مهمتهم المنوطة لهم.! ... بعض هؤلاء يفتقدون أصلا الموهبة أو الابتكار أو القدرة على الإبداع. وهناك ، وأنتم أعلم منى، بعض المبدعين الذين يلجأون إلى عمل ما يُسمى بالورش ، وفى هذه الورش يجرى إسناد أعمال إبداعية لكتاب مغمورون مقابل أجور زهيدة ، ولا تـُكتب أسمائهم على الأعمال التى أبدعوها ، وإنما نرى على التتر اسم هذا ، أو ذاك من بعض كبار الكتاب المفلسون.
ويبدو أن موضة الإقتباس أو التمصير لبعض الأعمال الأدبية العالمية ، قد انتهت الآن. ولما الإضطرار لها، وكنوزا جاهزة تأتى إليهم طواعية.!؟

فهل هذا الذى يحدث هو السبب الخفى لانتشار ظاهرة المسابقات (أهلية ـ حكومية ...الخ) ..

فقط أردت أن أحذركم إخوتى (والتحذير للألوكة الغراء أيضا).. فمعذرة..

احترامى وتقديرى

على عبد الباقى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق