السبت، 21 أغسطس 2010

الأنذال

الأنذال

من ينظر لحال الواقع المصرى يصاب بالعجز واليأس لماوصل اليه الحال والأمور من فساد وتفكك لمجموعة القيم التى لا مفر من مجتمع أن يستمر بدونها، ويتضح المشهد من هؤلاء المثقفين أو المتعلمين الذين جمعتهم وسيلة مواصلات واحده وأخذهم النقاش فى الطريق عن أحوال البلد وما ألت اليه من فساد وخلل ، وأخذ كلا منهم يدلو بدلوه فى شرح ما وصل اليه حال البلد واحتد الأمر وارتفع الصوت الذى بدأ هامسا فى البداية واشترك بعض من الركاب فى الحديث بينما استمتع البعض الأخر بالمشاهدة وكأنه يرى حلقة توك شو على فضائية ، وكان من بين الركاب فلاح عجوز يسمع دون إبداء الرآى ، وبعد كثير من السمع وكثرة المناقشة والخروج من موضوع لأخر- كعادة المصريين- دون حسم لأى من الموضوعات المثارة والمطروحة للمناقشة ، وبدون سابق انظار تتدخل الفلاح العجوز ووجه حديثه للجميع .

على ماذا تختلفون وانتم السبب فى ما حدث لهذه البلد

ورد أحد المتناقشين : وماذا بيدنا ياعم الحج

لم يسكت الفلاح العجوز وقال سأحكى لكم حكاية لثلاثة أنذال ربما ترد الحكاية عقلكم فى رأسكم .

يحكى أن ثلاثة أنذال تسابقوا فيما بينهم من الذى يقوم بعمل أكثر نذالة قبل أن ينتهوا من الطريق الذى يمشوا فيه ويفوز باللقب لقب النذل الأكبر ، وبسرعة رأى أحدهم عجوز تستند على عكاز وتحاول عبور الطريق فجرى وضرب العكاز الذى تستند عليه فوقعت على الأرض

وصاح أعتقد أنى صاحب لقب النذل الأكبر لا يستطيع أحدكم مهما وصلت به النذالة أن يفعل مثل ما فعلت ، وقبل أن يخلص الأول جملته جرى الثانى ووضع رجله على رأس العجوز وضغط عليها بكل قوة ناظرا لهم فى شماتة قائلا أنا من يستحق اللقب و بدل أن أحاول مساعدتها فى الوقوف أجهزت عليها ، وانظر الثالث لهم فى ثقة قائلا لا أنا من يستحق اللقب لقب النذل الأكبر

، ونظر الأول الى الثانى مستغربا وقال أنت لم تفعل شئ لتستحق اللقب

ولكن الثالث لم يمهلهم كثيرا وقال الذى لا تعرفوه أن هذه العجوز هى أمى التى ولدتنى وربتنى.

عند هذا قال الاثنين فى صوت واحد نعم أنت من يستحق اللقب بجدارة لقب النذل الأكبر ، تركتنا نفعل كل هذا بأمك دون أن يرتد لك طرف .

وأكمل الفلاح العجوز لا تلوموا الا أنفسكم أنتم من تركتم أمكم حتى وصلت الى هذ الحد دون أن يقدم لها أحد يد العون لعبور الطريق ، سعدنا جميعا بشكل أو بأخر فى الأجهاز عليها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق