لا شئ مفتقد
دراسة عن كتاب
صورة المرأة فى أدب الطفل
التّشكُّل والإشكال
لدكتور محمد سيد عبد التواب
هل يمكن أن
نستجلى الغامض والمفتقد تاريخياَ من خلال التراث والذاكرة الشعبية لنتحقق منه ،
وننطلق الى علم اكثر رحابة يحقق الاختصاص والطموح والمنافسة فى الاكتشافات العلمية
، والخلق الفنى .. على أن يكون كل هذا موزع بين الجنسين بين النساء والرجال بالتساوى.
من هذا
المدخل أو التساؤل وغيره يقدم الدكتور
محمد سيد عبد التواب كتابه " صورة
المرأة فى أدب الطفل التّشكيل والتشكل " محاولا الاجابة فى دراسته الجلليلة تشكيل الوعى والوجدان واللغة والخيال لأدب الطفل
موضحا ( الجنسوية ) التى تلعب دوراّ
أساسياّ بدءاّ من اللغة الى صنعها الرجل
وطورها وسيطر عليها الى أن ذهبت الى تجبر
الرجل والمجتمع ضد المرأة ، ويظهر جملة مايظهر فى اللغة : نحو دلالات التجبر
والتحيز الذى ينتقل بشكل تلقائى وألى الى تجبر فعلى فى المجتمع للذكور ضد الاناث
أو مصطلح الجنسوية بكل سلبيته.
ويأخذ د.
محمد سيد عبد التواب تعريف هذا المصطلح
" الجينسوية " حسب تعريف " زليخة أبو ريشة " انه التميز على
أساس الجنس ، وخصوصا اضطهاد الرجال للنساء .
موضوع
الكتاب .
يعرض المؤلف
موضوع الكتاب من منطلق الرؤيا النقدية وجمالياتها من اشكالية " نظرية الكتابة
النسوية " وهى نظرية تتكأ على محوارين كما أوضح ذلك .
الأول :
قرأة وضع المرأة وعلاقتها فى الثقافة والأدب للمعرفة على المساحة التى اضطهدت فيها شخصيتها .
الثانى :
دفع النساء المبدعات الى أن يشكلن وعيهن
الخاص الذى يسعى الى بناء ثقافة مغايرة تتمرد على الواقع الاجتماعى .
وأن حل قضية
المرأة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والحسية _- لمشروع مسقبلى – لا
يمكن أ يطرح بجدية اذا لم نبدأ التحليل النقدى لصورة المرأة وقضاياها كما تعكسها
هذه الكتابات .
ويتعرض
المؤلف فى التمهيد لكتابه الى اشكالية تعريف أدب الأطفال الذى يبدوا من الوهله
الأولى فكرة بسيطة وكتب تكتب للأطفال
ليقرؤها .. فقط لاغير .. أوحسب تعريف محمد عنانى فى تعريفه لأدب الطفل يقول "
فئة من الكتب يعتمد وجودها أساسا على علاقة مفترضة مع فئة من القراء هم الأطفال ،
لكن مابين النظرية والتطبيق هوه شاسعة أكثر تعقيد مما نظن .
فما معنى أن
نكتب ل "؟
ومن هذه
الشكالية ينتقل الى اشكالية أخرى مختلف عليها وهى مفهوم الطفولة .
فمافهيم
الطفولة لا تختلف على المستوى الثقافى فحسب ، بل تخلف أيضاّ باختلاف الوحدات
الاجتماعية مهما صغر شأنها مثل وحدة العائلة ، وهذه الاختلافات تبدو غامضة من عصر
لأخر .
ومن هنا يجب
أن نتوجه للطفل بعد أن نفهمه فهماّ كاملاّ : كيف يفكر ؟ وما خصائصه النفسية ؟ وما
العمر المناسب الذى نكتب له ؟ هل هو فى
مراحل الطفولة المبكرة أم المتأخرة ؟ ما مستواه اللغوى ؟ الميول والرغبات .. الخ
ويقول
المؤلف ..وفى حقيقة الأمر فان معظم التعريفات الى تناولت أدب الطفل تجاهلت بشكل
أساسى مشاعر وأحاسيس الأطفال وحرية تعبيرهم ، وعلى ذلك يطرح المؤلف مصطلح : ( نانو
أدب الأطفال )
نانو أدب الطفل ( محاولة لتجاوز التعريف )
النانو جزء من المليار
يمكن تعريف هذا المصطلح الذى يطرحه الكاتب للوهلة الأولى
فى مجال الدراسات النقدية الخاصة بأدب الطفل بأنه العمل الفنى المكتوب أصلا
للأطفال حسب سنهم وخبراتهم ، وثقافتهم وبيئتهم مرتكزاّ فى الاساس على فكرة " النانو
" والتى تنسحب على جزئيات " العمل الابداعى " بداية من الغالف
والروسومات واللغة المستخدمة ( ليست لغه
جنسوية ) وطريقة السرد والأماكن والأزمنة ويكون هذا الأديب على وعى بطريقة اخراج
الكتاب ، وتاريخ نشره وجماهيره وخبراتهم فى القراءة والتلقى .
وتجدر الاشارة أن مصطلح " نانو الطفل مرتبط
ارتباطاّ شديداّ بفكرة النانو سيكلوجى وهو
أحد أفرع علم النفس التى تعتمد فى جزء منها على التكنولوجيا الرقمية فى قياس
وتقدير وعلاج وتعديل مستوى السمات والقدرات والاضطربات ، بالاضافة الى قياس تحليل
السلوك والمثيرات والاستجابات العادية والخارقة
الى جزئياتها الصغيرة حتى وان وصلت أزمنتها الى ومضات أو لمح البصر، مع
الكشف عن تأثيرها وانعكاستها على استجبات الانسان أو الكائن الحى عموماّ ، وجهازه
العصبى منذ تكوينه فى رحم الأم الى أن يبلغ من العمر عتيا "
واضيف "أنا
" صاحب هذا العرض للكتاب ، أن المصطلح رغم أنه جديد على أدب الطفل "
مصطلح النانو " أن أهميته تكمن فى التعرف على مشاعر الطفل التلقائية ومزاجه
الخاص ، ومدى استجابته منذ اللحظات الأولى فى رحم أمه أو مرحلة ماقبل الرضاعة ، وقد عرفت هذه المرحلة
فى الادب الغنائى الشعبى الفلكلورى بأغانى
أشهر الحمل ، وهى أغانى تغنيها الأم الحامل ابتهاج بحملها للجنين الطفل ،
وكل شهر حمل له أغانيه الخاصة به .. فهل كان الفن الشعبى يعرف أهمية "النانو " قبل طرحه الادبى ؟ نستطيع أن نقول لا شئ مفتقد ..!
ثم ينتقل
المؤلف الى تطور أدب الطفل بمفهومه الحالى بأن هذا الأدب لم يتبلور الا فى أواخر
القرن السابع عشر ، حيث أظهرت الدراسات أن ما كتب من أدب خاص للطفل فى العصر
الحديث ظهر فى فرنسا ، وتعتبر حكايات " تشارلز ليرو " عام 1697 أول قصص
للأطفال بالمعنى العلمى الا أن - كما يشير المؤلف - مصر الفرعونية أول من عرف أدب
الطفل – ليس بالضرورة بمفهومه الحالى – وأول من حرص على تسجيله فى برديات ونقوش ،
ويعد كتاب مصر القديمة لجيمس بيكى والذى ترجمه نجيب محفوظ باسلوب أدبى
من أشهر الكتب التى تعرضت لأدب الطفل فى مصر الفرعونية .
ويعرض
المؤلف لكتابة القصة للأطفال فى مصر بعدة مراحل يمكن رصدها عبر تعاقب الأجيال .
الجيل الأول
: جيل الكتابة الشعرية القصصية ، قد برزت فى هذا الشأن أسماء منها محمد عثمان جلال
، وأمير الشعراء أحمد شوقى ، ومحمد الهراوى الذى تربع على القمة بوضع عدداّ من
الدواوين الشعرية تناولت القصص العربى
والعالمى شعرا يتناسب مع الأطفال .
الجيل
الثانى : جيل الكتابة النثرية القصصية ،
يرى البعض أن جزور هذه الكتابة يرجع الى
رفاعة الطهطاوى وبخاصة كتاب المرشد الأمين فى تربية البنات والبنين 1875 م ، أما
الكتابة الفعلية ترجع الى على فكرى 1903 م " مسارات البنات " ثم كتاب
الناصح الأمين فى محفوظات البنين " 1916 م ثم عمران الجمال ، وفرج الجمل ،
حسن توفيق ومحمد عبد المطلب واخرين .. ثم يأتى الجيل الذى ظهر فى ثلاثنيات القرن
العشرين ومنهم كامل الكيلانى ، محمد سعيد العريان ، وعطية الأبراشى .
الجيل
الثالث : جيل الابداع واستمرار المسيرة ، وهو الجيل الذى استطاع أن يستوعب ما بدأه
الرواد مثل عبد التواب يوسف ، ويعقوب الشارونى ، وابراهيم عزوز .. وغيرهم
الجيل
الرابع : جيل مابعد الحداثة ، وهو الجيل
الذى ظهر بنهايات الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة فتفاعل مع قضايا عصره .
الفصل الأول
( المرأة خارج اللغة والتاريخ )
" تواريخ وسياقات جنسوية "
يبدو ومن
أول وهلة ، ومن خلال هذا العنوان الصادم لهذ الفصل ، أن الكاتب سيعرض لما تتعرض له المرأة من اضطهاد على طول التاريخ
وهذا المشهد الاستلابى الذى تحياه المرأة فى المجتماعات الابوية البطريركية
المتخلفة والمشحونة حتى النخاع بأيديولوحيات ذكورية
لنقف على الحالة الثقافية
والتاريخية عامة التى تعرضت فيها المرأة " للاستشهاد الطويل وسرق منها حقها
الفطرى الطبيعى "
كيف للمرأة
أن تتكلم وهى غير موجودة فى الكلام ؟
السؤال الذى
طرحته " مى زيادة " وهو سؤال يصدر عن وعى حول علاقة المرأة باللغة وكيف
تشكلت عبر الثقافة الذكورية فتحولت المرأة لموضوع ثقافى ولم تعد ذاتاّ فاعلة .
أولا – سياق
الاشكالية
الجندر أو
الجنوسة .. لا احد يعرف بالضط متى وأين
استعمل مصطلح " جندر " للاشارة
الى الجوانب الاجتماعية والثقافية
للاختلاف الجنسى .
وعندما بدأت
" كيت ميليت " نظريتها فى كتاب السياسة الجنسية 1970 ، والذى كان أحد
النصوص المؤسسة للموجة الثانية ، أكدت على أن " الذكر والأنثى هما فى الواقع
ثقافتان " فالجنس بيولوجى ، والجنوسة سيكولوجية وبالتالى هى ثقافية "
ووفقا
لتعريف المؤرخ " جوان سكوت " " هو – ببساطة – مقولة
اجتماعية مفروضة على جسد مجنس "
وبالتالى هذه
المفاهيم تهدم الفروقات بين الذكر والانثى بالشكل الايديولوجى المتعارف عليه ،
والمتوارث ، وجعل مفهوم الجنوسة ضمن الحقل الثقافى ، والذى من خلاله تم خضوع
النساء " الذكر والأنثى " وجزر النوع الانسانى ويصبح فى الحقيقة أن
المرأة مضطهده ، والذى اضطهدها الرجل ، ويأخذ الاضطهاد صور ثلاثة .
أولا :
اضطهاد نوعى : يعنى شيوع تفوق الرجل على المرأة وسيادتها
ثانيا :
الاضطهاد الأبوى : - الذكورى – الذى يظهر فى سيطرة الذكر على الانثى فى
العائلة والمجتمع والسلطلة .
ثالثا :
الاضطهاد القانونى : الذى ينبثق من الاضطهاد الابوى الذى ينعكس فى القاونين
الوضعية والعرفية التى تضطهد بدورها المرأة فى حقوقها الاجتماعية والاقتصادية
والسياسية .
وللخطاب
العربى المعاصر حذوره فى بنية اللغة العربية ذاتها ، ومن حيث هى لغة ، فلقد بدأ
الرجل " البدوى "قائماّ من وراء كلمات المعجم يصنع دلالتها على هدى من
تصوراته البدوية المتمركزة حول ذكوريته " فأكد مواضع بعض الكلمات ، وأخرج
بعضاّ من حياديته ، وأفرط فى تأويل بعض ثالث ليخرجه من تناقضه معها ، وقد كان الرجل – سواء فيما أكد ، أو فيما أخرج
وأول – يتوسل بالمعاجم كى يحافظ على مركزيته وجوداّ وجنسا وحتى معرفة .
وفى السياق
نفسه تبدوا اشارة " ريشة أبو زليخة "ذات أهمية عن جنسوية اللغة تقول :
" مازلت أذكر أول مرة قالت لنا معلمة العربية اننا نخاطب بجمع المذكر ، اذا
كان الحضور من النساء وبينهم رجل أو ذكر واحد ، أى تغليب التذكير على التأنيث ( ...)
ومضى الزمن لأقرأ النحاة يقولون " ان ( غير العاقل ) يجمع جمع مؤنثا سالماّ ،
أى أنهم قد ساووا بين الانثى العاقلة من
الكائنات وغير العاقلة فصارت بلا عقل "
ولم يكن
اخراج الرجل للمرأة من اللغة مجرد خروج ، بل
أسس لثقافة وتحول حضارى للفكر أدى الى ضلعنة المراءة ( خروجها من ضلع الرجل ) والخوف من المرأة
واغوائها وسحرها ( حواء ) تخرج أدم من الجنة وربطها بالحية من حيث المفهوم ،
ليكتمل مثلث ( المرأة – الحية – الشيطان ) .
الجنسوية
فى أدب الطفل
يتناول
الكاتب دكتور محمد سيد عبد التواب فى الجزء الثانى من هذا الفصل الهام من الكتاب
وتحت عنوان " الجنسوية فى أدب الطفل " يدرس كيف انعكست هذه الصورة
النمطية للمرأة على قصص الأطفال، وعاملها على أنها الأدنى مرتبة, وأقل جدارة من الرجل ،
معتبراّ أن الكتابة للأطفال من أكثر الوسائل تأثيراّ لنشر مقاييس الجنسوية
وقيامها وأيديولوجياتها التى يتفاعل معها
الاطفال ، وقد اجريت أبحاث عديده فى العالم لتحليل النماذج الجنسوية التى تحملها
نصوص وروسمات أدب الأطفال ،و فى الأبحاث التى أجرتها اليونسكو 1986 وكانت فى جميع
الأدوار تقريبا نتائج هذه الصورة :
اولا :
زيادة الميل لتعظيم دور الرجل
ثانيا : حصر
تحرك المرأة وتنقلها ان وجد فى البيت وذلك للتقليل من أهمية عمل المرأة داخل البيت أو خارجه .
الفصل الثانى
صورة المرأة فى كتابة الرجل
فى هذا
الفصل الهام من الكتاب ، يعرض الكاتب لصورة المرأة فى كتابة الرجل ، والتى يرى
انها تشكلت فى دورين .
الاول : دور
تقليدى فى كتابات الرواد مثل كامل الكيلانى ، ومحمد سعيد العريان وأخرين وهودور ( بابا يعمل – ماما بالمطبخ )
والثانى :
دور تحريرى غير جنسوى يعبر عن رؤى ودرك للواقع المغاير و أشد وعيا بالعوامل
المؤثرة ، وعلى ذلك كان تصور الكَتاب عن المرأة فى الواقع والفن أكثر تقدماّ ومن
هؤلاء السيد نجم ، ومنير الجنزورى ، فتحى أمين وغيرهم .
وأرى أن
الكاتب تجاهل كتاب من الجيل الأحدث أكثر وعياّ وجرأة وقريبين من بيئته وسنه منهم كاتبى الأطفال أحمد قرنى ، وأحمد طوسون بما أضفوه
الى مكتبة الأطفال فى مصر الأول حائز على جائزة
المركز القومى للطفل مركز أول عن قصته ( شادى فى دنيا الحواديت عام 1998وحائز على
جائزة وديوان شعر للأطفال "عصفور وحرف ووطن صادر عن
دائرة الثقافة بالشارقة 2008 ، ومسرحية سلسبيل صادرة عن الهيئة العربية للمسرح
بالامارات 2011 وغيرها من الابداع المخصص للطفل ، والثانى الكاتب احمد طوسون الفائز بجائزة الدولة التشجيعية عن كتاب الأطفال (
أحلام السيد كتاب ) وله انتاج غزير من كتب الأطفال منها حكاية خير البلاد ،
وحكاية صاحب الغزلان ، ودجاجات زينب
..غيرها من الكتابات المخصصة للطفل وينتمون الى جيل الحداثة فى ابدعاتهم ومهمومين بأدب
الطفل وقيمه .
صورة
المرأة السلبية :وهى صورة
المرأة التى تغيب صورة المرأة المبدعة
والكاشفة لتحل مكانها صورة المرأة السلبية التى فى المطبخ أو تهتم بزينتها أو
الثرثارة والملحة والغيورة من الصور السلبية العالقة بصورة المرأة .
كما يتحدث
الكاتب فى كتابه عن تسليع جسد المرأة كما
نرى فى الاعلانات
واشكالية
ارتباط الجمال الشكلى الظاهرى بمجمل الفضائل وانعكاس للطبيعة الأخلاقية التى سادت
منذ القرن الثامن عشر والذى مازال يسيطر بشكل كبير على مجمل أعمال الطفل فى العالم
العربى ، وارتباط كل قبح خارجى بوجود عيب
داخلى .
ثم ينتقل
الكاتب الى صورة المرأة السلبية الأشهر فى قصص الأطفال وهى زوجة الأم التى تتصف
دائما بالقبح والشيطنة وتحمل كل المضامين السلبية متأثرة بقصة سيندريلا .
وفى نهاية
الفصل يدعونا الكاتب باعادة النظر فى مقولة ( الطبيعة الانسانية الثابتة ) والتى
على أساسها تم التمييز بين الرجل والمرأة.
--------
الفصل الثالث
صورة المرأة فى الكتابة النسوية
بعد هذا
العرض لكم ما تعانيه المرأة من اضطهاد من خلال اللغة والتراث وكتابات الرجل وخاصة فى قصص الأطفال ،
هذه المعاناة التاريخية للمرأة والتى نرضعها للأطفال مع لبن الأم من نفس ثدى المرأة المضطهدة
والمختفية والمسولبة والمسحولة والمشيطنة .
يطرح الكاتب
السؤال الهام فى هذا الفصل ، والذى يشغل عقل الكثيرين من المهتمين .
هل استطاعت
الكتابة النسوية تفعيل قضايا المرأة الاجتماعية والنفسية داخل أدبها ؟
وهل كانت
كتابة المرأة مشمولة بوعى نسوى يسعى الى
الخروج من التركيبة الذكورية
المهيمنة على المجتمع ؟
أم أن كتابة
المرأة مازالت تدور فى السياق الذكورى نفسه ؟
يجيبنا
الكاتب .. أن صورة المرأة فى الكتابة النسوية تشكلت فى دورين .
الأول :
تقليدى فى كتابات معظم الكاتبات .
والأخر :
دور تحررى عصرى يعبر عن رؤيه نسوية أكثر
وعياّ وادراكاّ للواقع والحقوق السياية ومساوتها للرجل فى كل الميادين وكل المهام
.
وفى الحقيقة
وبعد تحليل الكاتب للعديد من قصص الأطفال لكاتبات
يصدمنا أن الفضاء الداخلى الخاص
بالمرأة فى أغلب هذه القصص مخصص للأم والفتاة .
ويعترف
الكاتب بالحقيقة أنه كان من المفترض أن تقدم المرأة فى كتابات المرأة بشكل مختلف
عن كتابات الرجال ، ولكن النماذج السابقة كرست نفس الأدوار التقليدية والنمطية للمرأة
، وربما يتجلى ذلك بشكل أكثر دقة فى تحليل صفات المرأة وشخصيتها كما وردت فى القصص
.
ويعيد
الكاتب الى أذهاننا موقف الكاتبة " جان موريس " عاشت بعد عملية ( تبديل نوع الجنس ) التغيير المأسوى لسلوكها
الخاص والذى يبدو من كلامها تسليم كثير من النساء وبالتحديد الكاتبات بالواقع
المحكم من الثقافة الذكورية النمطية المستكينة .
الفصل الرابع
صورة المرأة فى كتابات الأطفال
( أدب الطفل للطفل )
فى هذا
الفصل يعرض الكاتب الدكتور محمد سيد عبد التواب لصورة المرأة فيما يكتبه الأطفال
والدراسة مهمه للغاية عما يكتبه الطفل بشكل عفوى ، ويعبر عن ما يعتمل داخل
عقله من أفكار ومعتقدات وتصورات .
ومن خلال
هذه الدراسة لخمسين نص كتب من خلال الأطفال يتضح أن هناك صورة سلبية عن المرأة مثل
:
عقدة
سيندريلا وهى تكرس لصورة زوجة الأب الشريرة .
وصورة
الساحرة الشريرة ، وأيضا هناك صورة سلبية مستترة
فى قصص الأطفال للأطفال ، وأن الأدوار المهنية والسياسية مغلقة أمامهم فالبنت فى
كتبات الأطفال للتدبير المنزلى وكى البنطلونت والقمصان .
أما الصور
الايجابية ورددت بشكل قليل وتظهرها على أنها قادرة على حل المشكلات أو تسيير
الأمور .
كما وضح من
الدراسة لخمسين قصىة التى كتبها الأطفال للأطفال أن 32 من العناوين تحمل أسماء
مذكرة و18 تحمل أسماء مؤنثة .
وان الاسماء
المذكرة تتصف بالشجاعة والذكاء والنشاط ، أما الاسماء المؤنثة تتصف بالجمال مثل ست
الحسن أو الفتاة المغرورة وحتى الحيوانات المذكرة كانت ذكية وشجاعة أما المؤنثة
مثل الهرة كانت مغرورة والنحلة كسلانة .
الفصل الخامس
التشكيل الجمالى وصورة المرأة
تناول الكاتب
فى هذا الفصل عناصر بناء القصة مثل ( العنوان ، الفكرة ، الحبكة , الشخصيات ,
الزمان والمكان ) وعلاقة هذه العناصر
بصورة بالمرأة , كما يتناول الفصل أهم
القيم التربوية التى يتضمنها النص .
ويخلص
الكاتب فى هذا الفصل الى أن فضاء المرأة منمط ومحدود فى ( الزمان والمكان ) وأن
مجموعة القيم مثل القيم الوطنية والقومية – والقيم الاجتماعية – والقيم الانسانية
والحضارية - والقيم العلمية والمعرفية
غالباّ تعلى من دور الرجل ( المذكر ) وتكرس لمحدوية عقل المرأة وقدراتها على حل
المشكلات والعقابات ، وينتج هذا لأن غالباّ هذه القصص تدور فى تجسيد الأخلاق
العربية والحضارة العربية التى تكرس بشكل واضح للرجل ضد المرأة .
استراتيجيات التغيير
( من أجل أطفال أحرار )
أخيراّ يقدم
الكاتب طرق واستراتيجيات تغيير الفكر النمطى لصورة المرأة فى قصص الأطفال .
ويعرض
لتأثير النماذج الجنسوية النمطية فى مجمل قصص الاطفال باعطاء الأطفال الصغار
الصفات الاسطورية للفتيان والنظر نظرة دونية للفتايات .
ويظهر
الكاتب أن معظم الأبحاث التى اجريت فى مناطق عديده فى العالم العربى مثل مصر وسوريا ولبنان وفلسطين والكويت والبحرين
والامارات تؤدى الى النتيجة نفسها ، وأن الصورة النمطية للمرأة التى تقوم بالطبخ
وتحضير المائدة ونادراّ ما تعمل واذا عملت فمن أجل الحاجة فقط لاغير وليس من أجل
تحقيق الذات ، وهى نماذج جنسوية لها تأثير سلبى على الفتيات والفتيان أيضاّ .
بدايات
التغيير : ونتيجة لهذه الأفكار دعى البعض الى المبادرة لكتابة كتب أطفال بديلة ،
بينما دعى البعض بترويج كتب خاصة صادرة من مجتماعات قطعت شوطاّ كبير بموضوع المساوة
بين الجنسين وتتوفر بها نماذج ايجابية حقيقية مثل الصين وأكرانيا والدنمرك وهولندا
، وان بلاد مثل الصين أدخلت نماذج جديدة للمرأة فى أدب الطفل ومن هنا كانت الحاجة
لأدب أطفال أحرا ( أدب غير جنسوى ) للطفل وذلك من خلال
1- نسبة عادلة من
شخصيات الذكور ةالنساء
2- توزيع عادل بين
النساء والرجال
3- توزيع عادل
للسمات النفسية والانفعالية والجسدية بين الجنسين
4- تخليص اللغة من
الجنسوية ما أمكن
-
فى المفردات
-
فى الأمثال
-
فى القواعد
-
عند الاستغراق والتعميم
-----------
عرض وتقديم
عماد عبد الحكيم
هلال
باحث ثقافى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق