المبدعين قرنى وطوسون .. حالة ثقافية

العمل الثقافى .. قرنى وطوسون

صديقان رائعان فى مجال العمل الثقافى ، يعملان فى صمت وإنكار للذات وبحب يفوق حبهم  -أو على الاقل- يتساوى مع حبهم لأولادهم فى العمل الثقافى ، يصنعان فى شكل  سيمفوني  متوافق العزف ، لا تجد بينهم نغمة نشاذ ، يمثلان فريق عمل ثقافى يضرب بمعوله مؤسسات ثقافية مليئة بالعاملين والموظفين ومدعى الثقافة من باحثين وحاملى ألقاب الدكتوراة  ، وتصرف هذه المؤسسات الملايين وتزعج الجميع بمن يتولى مناصبها ويجلس على كراسيها ، مدعين أنهم يحققوا نجاحات ثقافية ، وفى الحقيقة هم يحققون مجدهم الشخصى وطاردين للمثقفين ببيروقراطيتهم ، بل لا يحبون وجود أخرين بجوار قامتهم المريضة ، وكل ما ينتجونه هو ضجيج بدون طحن ، والا ما كان الحال على ما هو عليه.

على الجانب الاخر يوجد مثقفين يعانون ويبذلون جهد عظيم وحقيقى على الارض ، يصنعون منتج ثقافى حقيقى وجاد ومؤثر على فى الحياة الثقافية ، فيتحول الامر الى طحن بدون ضجيج

من مثقفينا الجُمال المبدع والروائى احمد قرنى صانع المؤتمرات الثقافية الهامة والتى يبذل فيها الجهد والوقت ويحضر لها بكل جدية لتظهر فى أجمل أثوابها لتجمع المثقفين ليقدموا أوراقهم البحثية وندواتهم الجادة والهامة بما تدفع لحضور ثقافى مميز.

والصديق الثانى هو المبدع القاص وكاتب الطفل وعضو المجلس الأعلى للثقافة احمد طوسون ، وللمبدع احمد طوسون مدونتين واحدة باسمه تهتم بنشر كل ما يخص الثقافة والادب والفن وقد قارب عدد زوارها المليون وثلاثمائة الف وهو عدد ضخم يشكل عبئ كبير على صاحب المدونة فى المتابعة والنشر ، والاخرى مدونة حى بن يقظان مدونة تهتم بأدب الطفل وتنشر لكل مبدعى أدب الطفل فى مصر والعالم العربى فى مجالات قصص الأطفال وشعرهم ومسرحهم وتقوم المدونة بعمل الرسومات للقصص حتى تكون رائعة للأطفال وللمبدعين ، ولن أحكي أو أتكلم عن كم الجهد والوقت المستغل لمثل هذا العمل الراقى

وأظن ان عدد متابعيها وروادها يفوق المليون ، وهذه الارقام تتحدث عن نفسها .

ان المبدعين الكبيرين احمد قرنى واحمد طوسون يشكلان حالة إبداعية فريدة فى مصر وربما فى الوطن العربى .. انتبهوا لهم .