البرادعى .. وأصحاب الرسالات
من خلال الحوار الهادئ للإعلامية منى الشاذلى مع الدكتور محمد البرادعى والذى حلق بنا فى سماء عالية ليست ببعيدة اكتشفت من خلالها بعض الحقائق التى فى عمق الحوار
والدكتور محمد البرادعى كانسان يجب علينا قبل الكلام عنه أن نعرفه حتى تعرف النحلة على أى زهرة تحط
ولد الدكتور محمد البرادعى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالقاهرة فى 17 يونيو عام 1942 وقد أعلن فوزه بجائزة نوبل للسلام مناصفة مع الوكالة يوم الجمعة الموافق 7 اكتوبر عام 2005 .
عين البرادعى فى هذا المنصب فى ديسمبر 1997 وأعيد تعيينه لفترة ثانية فى سبتمبر 2001 قبل أن يتم التجديد له أوائل شهر اكتوبر. وكان الدكتور البرادعى من قبل أحد كبار موظفى أمانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية حيث شغل فيها منذ عام 1984 عددا من المناصب الرفيعة بما فى ذلك منصب مستشارها القانونى ثم فى عام 1993 منصب مساعد المدير العام لشئون العلاقات الخارجية.
درس محمد البرادعي القانون بجامعة القاهرة وبدأ مشواره الدبلوماسي مع وزارة الخارجية في 1964 وعمل مع بعثة مصر الدائمة الى الأمم المتحدة في كل من نيويورك وجنيف.
وخلال حياته المهنية كدبلوماسى وموظف دولى وأكاديمى أصبح البرادعى على دراية وثيقة بعمل المنظمات الدولية لاسيما فى مجالات السلم والأمن الدوليين. وقد ألقى الكثير من المحاضرات فى مجالات القانون والمنظمات الدولية ونزع السلاح والاستخدامات السلمية فى الطاقة النووية كما كتب العديد من المقالات والكتب فى تلك المسائل.
وقد استطاع الرجل من خلال إدارة لهذه الوكالة الهامة وانتخابه لها لثلاث دورات متعاقبة أن يصنع لها مواقف كبرى محايدة لا تنصاع لإرادة الدول الكبرى المسيطرة على مقدرات مثل هذه الوكالات والهيئات الدولية حتى نال مناصفة مع الوكالة جائزة نوبل للسلام عام 2005 وكان تعليقه على الجائزة "منح الجائزة يبعث برسالة قوية .. (استمروا فيما انتم تعملون) .. لا تنحازوا وتصرفوا باستقامة .. وهذا ما نزمع ان نفعله." ومضى يقول "ميزة الحصول على هذا الاعتراف اليوم هو انه سيقوي عزيمتي." وأضاف البرادعي "انها مسؤولية لكنها ايضا تعطي دعما."
وكان المدير الأصح لمثل هذه المواقف العصيبةالتى تواجه هذه الكيانات الكبرى
والرجل بعد هذه الخبرة الدولية والاطلاع على الشأن العالمى أراد أن يكمل رسالته التى لم تكتمل بعد شأنه شأن العظماء فى العالم وأصحاب الرسالات الهامة ، فقرر أن يكمل رسالته فى بلده مصر.
ولمعرفته الواسعة فى شؤن الادارة كان على وعى أن الحكم ليس هو الغاية له والترشيح للرئاسة ليس غاية هدفه
إنما رسالته تكمن على وجه التحديد فى القضاء أولا على المرض بتجفيف مستنقعات الفوضى الإدارية ، لم يطرح حل للمشكلات من التعليم والصحة والبطالة والفساد وخلافه ، بل قال أن مصر تستحق مكانة أفضل من هذه المكانة التى عليها تليق بها وبمستقبلها
والسؤال كيف تحصل مصر على هذه المكانة ؟
والإجابة علينا أولا أن نضع التعديلات الدستورية والقواعد الحاكمة لإدارة شؤن الحكم وبناء عليه تنتقل مصر من حالة الى حالة
ولا يهم من يحكم مصر طالما هناك تداول للسلطة تحميها قواعد ديمقراطية صحيحة .
باختصار هو صاحب رسالة ، وهذا يجعلنا أن ننظر اليه بصورة مختلفة بعيدة عن المقولة الشهيرة " أنا مع أو ضد " فأصحاب الرسالات يستحقون منا أكثر من هذه النظرة السطحية ولا نجرهم الى المشكلات التافهة تستنزف جهودهم
نحن من يحتاج الى جهودهم ورسالتهم لننتقل من حالة الى حالة من البيات الشتوى والصيفى الى الفعل والتفاعل بعدها ستحل مشكلات مصر دون الحاجة الى صراعات نحن فى غنى عنها
كذلك هم أصحاب الرسالات