العقيدة الشمسية ومكافحة الموت - فجر الضمير- هنرى برستيد
العقيدة الشمسية ومكافحة الموت
لقد كنا اثناء تعاقبنا لظهور اقدم الالهة المصرية نلاحظ عهودا من
التقدم البشرى قبل العصر التاريخى لوادى النيل ، فرأينا ان دونيا الطبيعة قد تركت
اثارها تدريجيا فى عقول اقدم سكان وادى النيل ، فكان نور الشمس والخصرة ، النباتية مظهرين طبيعين بارزين اثرا
بستمرار على افكار اقدم مصرى وحياته ، وراينا ان ذلك المصرى صور هاتين القوتين
الطبيعيتين الخفيتين فى صورة الاهين
عظيمين ، زيذكر ان هذين الالهين كانا فى
بادئ امرهما مجرد قوتين طبيعيتين واستمرا يعملان عملهما فى دنيا الطبيعة بهذه الصفة فقط على الوجه الاغلب وراينا ان اله
الشمس انتقل تدريجيا الى عالم الشؤن الاجتماعية المنظمه ، وسنلاحظ فيما بعد كيف ان
اله الخضرة " ازير " ايضا سار على نفس المنهج الذى سار عليه اله الشمس ،
فكان على كل هذين الالهين ن يدخل مع زميله فى علاقات اخرى بعد ان اشتركا فى ميدان
عمل واحد . وصارت الدنيا التى يعملان معا فيها دنيا جديده عظيمة .
فصياد عصر ماقبل التاريخ الذى كان يكتفى فى التعبير عن عمله بألة حفر
مصنوعة من الطران ينحت بها خطوط منتظمه على مقبض عاج لسكين حجرية لتمثل حيوانات الصيد قد انتقل بعد
خمسين جيل من التقدم الاجتماعى ، الى
مهندس مدنى يستخدم جماعات عظيمه من من اصحاب الحرف المنظمين فى محاجر ضفاف النيل
فاستخرجوا منها اعمدة فخمة منسقة ومعابد للالهة العظيمة ، واسوارا للاهرام الضخمة
التى تعتبر اعظم مقابر اقامتها يد الانسان قاطبة . اقام بناء عرف من الحجر فكان
اول مبنى ذى عمد لا يعد فقط برهانا على تقدم الجماعة الانسانية المنظمة ، بل يعد
كذلك على ظهور افق جديد للشعور البشرى
يزداد اتساعا بطراد ، فكان بناءو هذا العصر اول شعراء اذ مدوا اياديهم بين خمائل
النخيل ومستنقعات النيل وقطفوا منها ازهار البشنين والردى وسعف النخيل ونسقوا بها
اروقة ذات عمد على طول المعابد، فهم بذالك اول الفنانين الذين حملوا ردهات المعابد
شسئا مقتبسا من جمال العالم الخارجى المنيراليانع ، بذلك صارت المعابد تجمع بين نور الشمس والخضرة لتجميل شكلها من الخارج كما اثرت هاتان القوتان فى عقائد ذلك العصر
الدينية من الداخل .