الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

شوقى عبد الحكيم ..سيرة ذاتية

فى مجموعة قصصه القصيرة المكونة من لصوص الموتى ، والذبايح ،وعبدة الاصنام وحكايات قبطية ةغيرها يتعرض الكاتب شوقى عبد الحكيم لجزء من نشأته وسيرته الذاتية ، وفى حكايات قبطية يتكلم فيها عن صدر الشباب فى مدينتة سنورس حيث ولادته ونشأته الاولى فيسرد
كان من المتوقع أن أعد نقسى لأكون رساما ومصورا ، نظرا لأن أبى كان يحرص بين وقت وأخرأن يمدنى منذ الطفولة بأكداس الألوان والطباشير الشمعية والمائية ولذا انكببت على الرسم وتحقيق الخلوات التى تتيح لى ممارسة هذه الهواية التى حققت لى دخل يسمح بشراء اللفائف الفرط – حتى اننى قررت ذات مغرب الحصول على حامل خشبى من ذلك الذى يستخدمة المحترفون من الرسامين ، وظللت أطوف مغالق الاخشاب المحاطة للكنيسة الرئسية فى البلدة والمدرسة الملحقة بها .. الى ان استهواني مغلقا عميق الغور رحب بى صاحبه وكان يدعى سامى جرجس حين علمته انى أريد شراء حامل للرسم سالنى بندهاش
تعرف ترسم ؟
هواية
وبترسم ايه ؟
اى حاجة ..منظر طبيعية ..أشخاص .. مواضيع
وبتحب مين من الرسامين ؟
وتزايدت دهشته حين ذكرت له أسماء فحول عصر النهضة أمثال : مايكل انجلو ورفائيل وتيتيان
سالنى سامى جرجس ان كنت أ أعرق فنان اسمه محمد سعيد يرسم وجهات الدكاكين ومداخل بيوت الأعيان كل هذا بال مقابل سوى ما يحتاجه من خمرواكل ضنين
أخذ نى سامى جرجس الى منزله مع دخول الليل.. ويقول شوقى عبد الحكيم
حتى اذ ما انتهينا الى منزله وصعدنا السلالم الرخامية الى الدور الثانى وعلى ضوء الفوانيس وبهرتنى مجموعة من الأيقونات القبطية بألوانها التركوازية والذهبية ، ثم اطلعنى على رسومات ذلك الفنان الشعبى ..لوجوه ومواضيع ظلت كامنة فى ذاكرتى بخطوطها السوداء وسحنتها الصفراء ، وقدرتها التعبيرية التى شاهدتها فيما بعد فى بورتيهات جورج رووه .
- شايف التعبير .. القدرة الهائلة على التلخيص .. شوف كويس وجه العدرة .. والست دميانه .. ومارى جرجس الرومانى
- وفتح سامى عينى على عالم الألوان والتعابير لم أشهده قبلا ، رغم انى لم استوعب تماما حديثه المخمور عن بورتريهات الفيوم القبطية الشهيرة ..
- - دا وريث الفن القبطى الوحيد فى البلد دى .. موهوب . مش عشان فنان يأس محدش دارى بيه
- اطلعنى على بلاليص فخارية وزهرات موشومة بألوانه ، وقطع قماش ولوحات خشبية وزخارف وجداريات من أعماله .
وحين افترقنا وتلقفتنى الحوارى والدروب المفضية الى حيث ميدان – الست عيشة – الفسيح المترامى باشجار الكافور وجميزاته العتيقة الهائلة وقفت اشهد ذلك المنتزة الغابة بمخفضاته ومرتفعاته تغطيه بقع أضواء الفوانيس على حوافه المترامية التى يحدها سور القبور وأضرحة الاولياء المضاءة ،وطيور الليل المشئومة تصدح عبر فراغ الميدان وبستانه من خفافيش وحدات وصقور وطيور وأبى قردان وكروانان تاعلى هامات الاشجار.
وتملكتني الحيرة المحبطة ، فكيف لى ان أريه وأشهده على رسوماتى بعد ما شهدت من أعمال محمد سعيد وغيره من مقتنياته
ودفعنى التحدى الى مراجعة رسوماتى وتأملها مطولا للوقوف على عيوبها أتراه الا خيال .. ام الا حضور ، أم الزوائد والترهل اللونى الى حد الشوشرة والا تجانس
وأفضت بى المعاناة الى حد الانقطاع شهور عن مواصلة جمع الشفاهيات وحكايات وأحاجى ، والاستغراق فى عالم الألوان الذى تفتحت عليه عقب لقائى بسامى فى كل ما حولى من ازياء ورسوم حائطية للحج وغيره من المناسبات زخارف منزلية والزخارف التى تعلو الطواقى واغطية الراس ، وألوان – التفتاة – المستخدمة فى تلوين الحصر والبردى والمشغولات المصنوعة من الجريد وسعف النخيل والمقاطف ، وما تزخر به الحوانيت والسوق ويعلو رءوس البهائم من حمير وجمال وبغال وحيوانات الاضاحى ، وما تزخر به أيضا احتفالات الأعياد ومناسبات الرؤيا فى اليوم السابق لرمضان ، حين ينشط الفنانون الشعبيون من رسامين وخطاطين فى تزيين عربات كارو الرؤيا وأناسها ومهنها فيرسمون كل شئ ، العربات والحيوانات وتكوينات المهن من نجارين وخبازين ومزينين وعاملين فى معاصر الزيت وبنائين وقلاحين ، يطفون البلدة وشوارعها تتقدمهم فرق الموسيقى ورقص الغوازى والغجر فى موكب كبير وهم يغنون ويعلنون عن مهنهم عبر الموكب الصاخب الغارق فى ألوان التفتاة ، التى لم تخل منها وجوههم وأجسادهم نصف العارية والبهائم والعربات يغدون ويمثلون ويتراقصون بأجسادهم فى زفة عادة ما تنتهى فى ساحة المركز مع دخول الليل .
من هنا جاء اهتمامي بالفنون الشعبية المصرية ورصدها مع بقية الممارسات
بدأت اتفتح على عالم الألوان والزخارف الشعبية ، سواء رسوما لجدريات التى تتصدر المقاهى وساحات الدور ، للإمام على وابنيه الحسن والحسين ، وللإمام على وصراعه مع الملك الهضام ، لمشاهد تضحية إبراهيم بابنه إسماعيل ، بينما حلق فى سماء اللوحة الملاك جبرائيل وبيده الخروف الفداء ، ورسوم البراق المجنح ، والمارى جرجس يصرع الشر والزناتى خليفة ينازل الزغبى ، ومريم المجدلية تغسل قدمى المصلوب ، والجازية ، والعالية بنت جابر المحاربة ، ورسوم الوشم للحمام والثعابين والبوم ، ووردة وإدريس وحسن ونعيمة ، وعزيزة ويونس ، ويوسف زليخة ، وعرائس المولد وفوانيس رمضان ومشغولات حد السعفة ، وطيور الملك سليمان البهجية والمحيطة بعرشه وصولجانه .
وحين جرؤت ذات مغرب فحملت رسوماتى الى سامى لم يبد اهتمام يذكر وانتقدنى قليلا ، إلا انه ساعدنى فى الحصول على الحامل الخشبى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق