الاثنين، 4 أبريل 2011

البلطجة السياسية فى مصر

للبلطجة السياسية فى مصر تاريخ وأشكال متعددة ربما يكون أول ظهور لها مع حكم الرئيس السادات وعندما استعان نظامه وخاصة فى الجامعات المصرية بجماعات أطلق عليها النظام نفسه بعد ذلك جماعات ارهابية لتخلصه من الاتجاه اليسارى والناصرى وغيره داخل الجامعات فلجأت للعنف والترهيب وامتد عنفها الى الشارع حتى أنها بختلافه معها اغتالته يوم احتفاله بنصر اكتوبر المجيد .

وفى مطلع حكم الرئيس مبارك حارب جماعات الارهاب السياسى ، وخاض معها حربا ضروس ، مستعين بالدعم المادى والأدبى من دول العالم حتى استطاع أن ينتصر عليها وتصبح هذه الورقة دعما شرعيا لحكمه فى الداخل والخارج .

ولكن بعد استمراره فى الحكم دورة تلو دورة ، واحتياجه لمجلس شعب دون أنياب حقيقية ، وسيطرة الحزب الواحد على مجريات الأمور ، تم الاستعانه بالبلطجية

فى بادئ الأمر على استحياء ، وبطريقة غض البصر من طرف الشرطة واطلاق مسميات عليها مثل العصبيات والقبلية لتحسم الانتخابات لصالح الحزب مع وجود معارضة قليلة لا تقدم ولا تأخر فى الحياة السياسية حيث يتم التسديد الجماعى لصناديق الانتخابات الذى يحمى نتائجها المزورة قانون سيد قراره .

وبظهور حركات معارضة بديلة لأحزاب المعارضة الكارتونية مثل كفاية وجماعات 9مارس و6 أبريل وغيرها ، والصدام مع جماعة الاخوان المسلمين فى انتخابات 2005 ، وبزوغ نجم الثلاثى جمال مبارك والعادلى وعز والتفكير بجدية فى توريث الابن الأكبر لحكم مصر على غرار سوريا ، وتنامى قوة جهاز أمن الدولة وتغلغله فى كل وريد وشرايين الدولة ، أصبحت ظاهرة البلطجية واقع لا خلاف عليه تراه كل عين فى الشارع السياسى ، استعانت بهم الدولة وجهاز الشرطة ورجال الأعمال ليحموا ثرواتهم وأرضيهم التى نهبوها من الدولة ولتعطيهم حصانات المجالس التشريعية ، وكان أعلى ظهور لأعمال البلطجة السياسية فى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة 2010 فقد رأها العالم أجمع وليس شعب مصر فقد على الفضائيات والانترنت لتحسم الانتخابات بنسبة لم تعرفها المجالس الشعبية منذ نشأتها 99 % لصالح الحزب الوطنى ، لتكون هى السبيل والطريق والقول الفصل لحكم جمال مبارك وسيطرة العادلى وعز على الواقع السياسى ، ثم التسجيل الأكبر والأقبح لظاهرة البلطجة كانت يوم الأربعاء الدامى وموقعة الجمل الشهيرة ، والتى أراد بها حسم الثورة واجهاضها لصالح الثلاثى الكئيب جمال مبارك والعادلى وعز ، وبعد تصويرها على الهواء مباشرة لكل فضائيات العالم - عادا التلفزيون المصرى – المتهم بالبلطجة الاعلامية من خلال وزيره الفقى راعى البلطجية الاعلامية وتكميم الأفواه.

ومن ثم تصبح ظاهرة البلطجة هى ظاهرة حزب وطنى حصريا وحكم كان مستبد بكل ماتعنيه الكلمة ، يستعين بها ويوظفها على كل مستوياته وأجهزته التى كانت تحكم وتتحكم فى الدولة لقمع كافة حركات المعارضة بكل أشكالها وتمهيد الطريق لعصر جمال مبارك، وتتحول وتتنامى هذه الظاهرة وطبقا لنظرية - الأوانى المستطرقة –

ليستعان بها فى الجامعات والاحزاب المؤسسات الصحفية القومية والاعلامية وغيرها لتحكم وتسير أمر ما سلطوى، ولتصبح السلطة الخامسة والطابور الخامس يحرك أشياء كثيرة فى الوطن من ماتش كورة بين دولتين شقيقتين – مصر والجزائر – ليتحول المشهد من الشأن الداخلى الى الشأن الدولى تحت مظلة البلطجة .

وها هى البلطجة تظهر علينا فى ثوبها الجديد ، ونظرا لعدم حسم الأمر والتباطئ فى محاكمة الراعيين الرسميين لهذه الظاهرة ، والمعرفين بالاسم من فلول الحزب الوطنى ومجالسه الشعبية ، وفلول أمن الدولة والحراس الشخصيين للأسرة الحاكمة ، لتظل تقود الثورة المضادة لثورة 25 يناير التى أطلقها الشباب من ميدان التحرير ، وقدموا أرواحهم فى سبيل رحيل طاغوت مستبد ونظام استباح مقدرات الوطن ، لينهى هذه الحقبة السوداء التى كانت تدار دولة كبيرة بحجم مصر كشركة خاصة ، وبعقلية رئيس العصابة وقطاع الطرق ، ولكن تظل الايدى السوداء طليقة ففى أقل من أسبوعين تنطلق عصابات البلطجة المنظمة لتصنع حدثين لهم ظلالهم الكئيب على المستوى الداخلى والدولى.. الحدث الأول مهاجمة شخصية دولية كانت الراعى الرسمى للمطالبة بالتغيير واسقاط نظام مستبد ووضع العربة على المسار الصحيح واطلاق الصيحة الجادة لانطلاق الثورة وهو الدكتور محمد البرادعى ، والذى لم تكلف جهة رسمية نفسها بالاعتزار له عما تم ضده أثناء الاستفتاء . والحدث الثانى موقعة استاد القاهرة – أو موقعة الجلابية - وماتش تونس والزمالك وما حدث من نزول البلطجية فى مشهد غير مسبوق فى ماتشات كرة القدم ليكتمل المشهد الدولى بمشاركة قنوات فضائية بعينها ليعرف العالم والاستثمار العالمى أن مصر تشهد فوضى وليس ثورة عظيمة .

ولا سبيل لانهاء هذه الظاهرة الكئيبة الا بتجفيف مستنقعاتها من خلال مواجهتها وفضحها اعلاميا ومشاركتنا جميعا فى هذا الفضح بتصويره وتوثيقه ونشره ، حيث يكون الفضح الاعلامى فى هذه الحالات سلاحا فعال وقوى ،وتقديمهم للمحاكمات السريعة ، دون تستر على أرباب نعمتهم ، ومن يرعوها ويغذوها ويصرفوا علي هذه الظاهرة من المليارات المنهوبة من الشعب أملا فى ظهورهم وعودتهم مرة أخرى ، واللجوء للقضاء فى هذه الحالات يغل من أيدى هؤلاء الرعاة ويحمى الوطن من شرورهم .

هناك تعليق واحد:

  1. دعنى اولا ان اهنيك على ال look الجديد...

    ثانيا : عجبنى قوى تحليلك للبلطجه فى التاريخ و ان كنت غير متفاجاه ان يكون السادات هو مبدعها الاول فالله يرحمه كان مبدع قوى و مبتكر فى الاذى ...

    ثالثا : دعنى استثنى من تلك القاعده موضوع الاستاد لان باعتراف الالتراس نفسهم ان الموضوع كان كوره و كوره فقط بالاتفاق جزء من الالتراس (وده كلامهم نفسهم) ان لو النتيجه جت وحشه يبوظوا الماتش...

    ردحذف