قصيدة فاروق جويدة الجديدة سبقتها مقدمة نثرية للشاعر الكبير قال فيها "هذه صرخة الشهداء خرجت من سيناء وطافت بالجزائر تعلن العصيان على كل ما حدث بين شعبين شقيقين جمعتهما الدماء ولا ينبغى أن تفرق بينهما الصغائر". القصيدة كان اسمها " أنا من سنين أحب الجزائر " وغير الشاعر اسمها الى " وتبقين يامصر فوق الصغائر " ربما حرصا على مشاعر المصريين الغاضبة من أحداث ماتش السودان
شهيد علي صدر سيناء يبكي ويدعو شهيدا بقلب الجزائـــر تعال إلي ففي القلب شكـــوي
وبين الجــــوانح حزن يكــــابر لماذا تهون دماء الرجــــــال ويخبو مع القهر عزم الضمائر
دماء توارت كنبض القلوب ليعلو عليها ضجيج الصغائــــر إذا الفجر أصبح طيفـا بعيــدا
تـباع الدماء بسوق الحناجـــــــر علي أرض سيناء يعلو نــداء يكبر للصبـــح فوق المنابـــــــر
وفي ظلمة الليل يغفو ضيـاء يجيء ويغدو.. كألعــاب ساحــــر لماذا نسيتــم دماء الرجــــــــال علي وجه سينا.. وعين الجزائر؟!
*** علي أرض سينــاء يبدو شهيـد يطوف حزينـا.. مع الراحليـــن ويصرخ في النــاس: هذا حرام
دمانا تضيــــــع مع العابثيــــــن فهذي الملاعب عزف جميــــل وليســــت حروبا علي المعتدين
نحب من الخيل بعض الصهيل ونعشـــــق فيها الجمال الضنين ونطرب حين يغني الصغــــار
علي ضوء فجر شجي الحنيـــن فبعض الملاعب عشق الكبــــار وفيها نداعب حلــــم البنيــــــــن
لماذا نراها سيوفــــــا وحربـــــا تعالــــوا نراها كنـاي حزيــــــن فلا النصر يعني اقتتال الرفــــاق ولا في الخســارة عار مشـــــين
*** علي أرض سيناء دم ونـــــــــار وفوق الجزائر تبكــي الهــــــمم هنا كان بالأمس صوت الرجال
اليوم وبعد المهاترات الاعلامية بين مصر والجزائر سيتحدد من يصل الى جنوب افريقيا ونتمنى بعد كل هذا العذاب الذى عانيناه ان تصل مصر لكاس العالم . والكاريكاتير هو العمل الفنى المعبر عن هذا الصراع
«تساءلوا: كيف تقول: هذى بلاد لم تعد كبلادى؟! فأجبت: هذا عتاب الحب للأحباب»
لا تغْضَبـِى من ثـَوْرَتِى.. وعتــابـــى مازالَ حُّبــــكِ محنتى وعــــــــذابى مازالتِ فى العين الحزينــــةِ قبلـــــة ً للعاشقين بسحْـــركِ الخَـــــــــــلاَّبِ أحببتُ فيكِ العمرَ طفــــلا ً باسمــــًا جاءَ الحيــاة َ بأطهـر الأثـــــــــوابِ أحببتُ فيكِ الليلَ حيــــن يضمنـــــــا دفءُ القلــوبِ.. ورفـْقــَة ُ الأصحابِ
أحببتُ فيـكِ الأم تـَسْكـــُنُ طفلهَــــــا مهما نأى.. تلقــاهُ بالتــَّـــرْحَـــــابِ أحببتُ فيكِ الشمسَ تغسلُ شَعْــــرها عنـدَ الغروبِ بدمعها المُنـْسَــــــابِ أحببتُ فيكِ النيلَ يجــرى صَاخبــــًا فـَيَهيمُ رَوْضٌ..فى عنــــَـاق ِ رَوَابِ أحببتُ فيكِ شموخَ نهــر جامـــــــح ٍ كم كان يُسكرنــى بــغيـر شَــــرَابِ أحببتُ فيكِ النيلَ يسْجُــد خاشعِــــــا لله ربــــًّــــا دون أى حســــــــابِ أحببتُ فيكِ صلاة َ شعــبٍ مُؤْمــــن رسمَ الوجـودَ على هُدَى مِحْـــرَابِ
أحببتُ فيكِ زمانَ مجـــدٍ غَابـــــــــر ٍ ضيَّـعتــِـهِ سفهـــــًا على الأذنـــَـابِ أحببتُ فِى الشرفـــاء عهدًا باقيــــــًا وكرهـتُ كلَّ مُقـــــامر ٍ كـــــــذابِ إِنى أحبــــكِ رغــــــم أَنى عاشــــقٌ سَئِم الطوافَ.. وضـاق بالأعْـتـابِ كم طاف قلبى فى رحابـــِـكِ خاشعًا لم تعرفى الأنـْقـى.. من النـصـــَّابِ أسرفتُ فى حبــــى.. وأنت بخيلـــــة ٌ ضيعتِ عمرى.. واسْتـَبَحْتِ شَبَابى شاخت على عينيكِ أحلامُ الصبـــــا وتناثرت دمعـــا على الأهــــــــدابِ
من كان أولـَى بالوفاء ؟!.. عصابة َُ نهبتكِ بالتدليـــــس.. والإرهـــــابِ ؟ أم قلبُ طفـل ذاب فيــــك صبابـــــة ً ورميتهِ لحمًـــا على الأبــــــــوابِ ؟! عمر من الأحزان يمـرح بيننــــــــا.. شبحُ يطوف بوجهـــهِ المُرْتــــــــَابِ لا النيلُ نيلـُكِ.. لا الضفافُ ضفافهُ حتى نخيلـُك تاهَ فى الأعشـــــــابِ ! باعُوكِ فى صخبِ المزادِ.. ولم أجد فى صدركِ المهجور غيرَ عـــذابى قد روَّضُوا النهرَ المكابـِرَ فانحنــــــَى للغاصبيـــــــن.. وَلاذ بالأغْــــرَابِ
كم جئتُ يحملنى حَنِينٌ جــــــــــارفٌ فأراكِ.. والجلادُ خلـفَ البَــــــــابِ تـَتـَرَاقـَصين علـَى الموائـــــد فرحة ً ودَمِى المراقُ يسيل فى الأنخــــابِ وأراكِ فى صخب المزاد وليمــــــة ً يلهو بها الأفـَّاقُ.. والمُتصـــــــابى قد كنتُ أولى بالحنان ِ.. ولم أجـــــدْ فى ليلِ صدرك غيرَ ضـوءٍ خــابِ فى قِمة الهَرَم ِ الحزين ِ عصابـــــة ٌ ما بين سيفٍ عاجز ٍ.. ومُـــــــرَابِ يتعَبَّدُون لكــــل نجــــــــم ٍ سَاطِــــع ٍ فإذا هَوَى صاحُوا: «نذيرَ خَرَابِ»
هرمُ بلون ِالموت ِ.. نيلٌ ساكــــــنٌ أسْدٌ محنطـــــــــــة ٌبلا أنـْيَــــــــابِ سافرتُ عنكِ وفى الجوانح وحشــــة ٌ فالحزنُ كأسِى.. والحَنِينُ شَــرَابى صوتُ البلابـِل ِغابَ عن أوكــــــاره لم تعبئى بتشــــــردى.. وغيــــابى كلُّ الرفاق رأيتـُهـــم فى غربتـــــــى أطلالَ حُلم.. فى تـِلال ِ تـــــُرَابِ قد هاجروا حُزْنـًا.. وماتوا لوعـــــة ً بين الحنين ِ.. وفـُرقةِ الأصحــابِ بينى وبينك ألفُ ميــــــل ٍ.. بينمـــــــا أحضانـُك الخضراءُ للأغْــــرَابِ!
تبنين للسفهــــــــاء عشـًّـــــا هادئـــــا وأنا أموتُ على صقيع شبابــــى ! فى عتمةِ الليل ِ الطويـــل ِ يشــــــدنى قلبى إليكِ.. أحِنُّ رغم عــــــذابى أهفو إليك.. وفى عُيُونِكِ أحتمـــــــى من سجن طاغيةٍ وقصفِ رقــابِ * * * هل كان عدلا ً أن حبَّـكِ قاتـــلـــــــى كيف استبحتِ القتلَ للأحبــــــابِ؟! ما بين جلادٍ.. وذئــــــــــب حاقــــــدٍ وعصابةٍ نهبتْ بغير ِ حســــــــابِ وقوافلٍ للبُؤس ِ ترتـــــــــعُ حولنــــــا وأنين ِ طفلٍ غاص فى أعصــابى
وحكايةٍ عن قلبِ شيــخ عاجــــــــــٍز قد مات مصلوبًا على المحـــــرابِ قد كان يصرخ: «لى إلـــــهٌ واحــدٌ هو خالق الدنيـا.. وأعلـــمُ ما بى» ياربِّ سطـَّرت الخلائـــقَ كلهَّـــــــا وبكل سطـر ٍ أمــــــة ٌ بكتــــــــابِ الجالسونَ على العروش توحَّشُــوا ولكل طاغيـةٍ قطيــــــــعُ ذئـــــابِ قــد قلـــــــتُ:إن الله ربٌّ واحـــــدٌ صاحوا:»ونحن» كفرتَ بالأرْبَابِ؟ قد مزَّقوا جسدى.. وداسُوا أعظـُمى ورأيتُ أشلائى على الأبــــــــوابِ * * *
ماعدتُ أعرفُ أيْنَ تهدأ رحلـتـــى وبأى أرض ٍ تستريـــح ركـــــَابى غابت وجوهٌ.. كيفَ أخفتْ سرَّها ؟ هرَبَ السؤالُ.. وعز فيه جوابى لو أن طيفـَا عاد بعـــد غيــــابــــه لأرى حقيقة رحلتــــــى ومآبـــــى لكنه طيفٌ بعيــــــدٌ.. غامـــــضٌ يأتى إلينــــــا من وراء حجـــــــابِ رحل الربيعُ.. وسافرت أطيــــارُه ما عاد يُجدى فى الخريفِ عتــابى فى آخر المشوار تبدُو صورتـــى وسْط َ الذئاب بمحنتى وعــــــذابى
ويطل وجهُك خلفَ أمواج ِ الأسى شمسًا تـُلـَوِّحُ فى وداع ِ سحــــــابِ هذا زمانٌ خاننى فى غفـــــلــــــةٍ منى.. وأدْمى بالجحــودِ شبـــــابى شيَّعتُ أوهامـــى.. وقلتُ لـَعَلـَّنـى يوما أعودُ لحكمــتـى وصـــــــوابى كيف ارْتضـــيتُ ضلالَ عَهْدٍ فاجر وفسادَ طاغيةٍ.. وغـــــــدرَ كِلابِ؟! ما بين أحـــــلام ٍ تـَوارى سحْــرُها وبريق ِ عُمر صارَ طيـــفَ سَرَابِ شاختْ ليالى العُمر منـــى فجـــــأة ً فى زيف حلم ٍ خــادع كـــــــــذابِ
لم يبق غيرُ الفقر يسْتـُر عَوْرَتـــــى والفقرُ ملعونٌ بكـــل كِتــــــــــــــابِ سِربُ النخيل ِعلى الشواطئ ينـْحَنى وتسيلُ فى فــزع ٍ دِمـــــــاءُ رقاب ِ ما كان ظنى أن تكونَ نهايتــــــــــى فى آخر المشـــوار ِ دَمْعَ عتــــــابِ! ويضيعُ عمرى فى دروبَ مدينتـــى ما بين نار القهر ِ.. والإرْهـــــابِ ويكون آخرَ ما يُطلُّ على المــــدى شعبٌ يُهــــرْولُ فى سوادِ نقـــــابِ وطنٌ بعَرض ِالكون ِيبـــــدو لعبـــة ً للوارثين العرشَ بالأنســـــــــــابِ
قـَتـْــــــلاكِ يـــا أمَّ البلادِ تفرقـُــــــوا وتشردُوا شِيَعًا على الأبْــــــــــوَابِ رَسَمُوكِ حُلما..ثم ماتـوا وَحشـــــة ً ما بين ظـُلـْم ِ الأهل ِ.. والأصْحَابِ لا تخجلى ِ إن جئتُ بابَكِ عاريـــــًا ورأيتِنى شَبَحــــًا بغيــــــر ثيــــــابِ يَخْبُو ضياءُ الشمس ِ.. يَصغُر بيننا ويصيرُ فى عَيْنى.. كعُودِ ثقـــــــــابِ والريحُ تزأرُ.. والنجومُ شحيحـــــة ٌ وأنا وراءَ الأفق ِ ضوءُ شهــــــــابِ غضبٌ بلون العشق ِ.. سخـط ٌ يائسٌ ونزيفُ عمر ٍ.. فى سُطـُور كتـابِ
رغْمَ انطفاءِ الحُلِم بين عيـــــــــــوننا سيعودُ فجرُكِ بعدَ طول غيـــــــابِ فـَلـْترحمى ضعْفِى .. وقلـَّة َ حِيلتــى هذا عِتابُ الحُبِّ.. للأَحْبـــــــــــابِ