الاثنين، 18 يوليو 2016


ذهب رئيس الكيان الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في زيارته الأخيرة إلى أثيوبيا والتي تحتضن ما يعرف بـ “يهود الفلاشا “، والتي سبق أن هاجر إلى إسرائيل جزء منهم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.
مستغلاً أزمة سد النهضة بين مصر وأثيوبيا، وللحصول علي الدعم المناسب لتكون إسرائيل عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي، الذي أسس عام ٢٠٠٢ على خلفية منظمة الاتحاد الأفريقي التي أسسها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، باسم منظمة الشعوب عام ١٩٥٢ في العاصمة الغانيه ” أكرا “، وأقر ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية فى أديس أبابا فى مايو ١٩٦٣.
ولعلنا لا نغفل البعد الديني لهذه الزيارة في الصراع العقائدي على نهر النيل والذي يعتبر وفق الديانة اليهودية من أنهار الجنة الأربعة، ووعد من الرب، وحين أعطي إبراهيم ميثاق قائلاً: ” لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير الفرات “.
وقد استبعد الكتاب التوراتي من هذه العطية ذرية إبراهيم من إسماعيل أبو العرب، وقصرها فقط لنسل إبراهيم اسحاق، ويعقوب، والأسباط الأثني عشر، وهو الوعد التوراتي الذي أجج الصراع بين العرق الحبشي والعرق العربي .
وتؤكد سيرة سيف بن زي يزن ” ٥١٨ – ٥٧٤ ” وهي سيرة تعد من أطول السير العربية، وتشمل ٢٠ جزء و١٨ ألف صفحة تقريباً، أن الملك التبع الحميري اليمني سيف بن زي يزن، بعد هزيمة الحبشيين وطردهم من اليمن، وانتقال الصراع إلي شمال أفريقيا ومصر، علي هذا الكتاب السحري “كتاب النيل” والذي كان يعتقد أن من يملكه يعرف منابع النيل ويستولي عليها وتصبح ملكاً له، فالصراع في هذه السيرة مبني على الحرب بين الساميين الغازين بقيادة الملك التبع اليمني سيف بن زي يزن، والحاميين السود الأفارقة المنحدرين من نسل حام بن يعقوب الأسود .
ولم يتوقف الصراع علي نهر النيل ومياهه بين الحبشة ومصر، ففي عهد محمد علي باشا تجدد الصراع حين هددت الحبشة بردم نهر النيل وحجز المياه عن مصر، مما اضطر محمد علي باشا إلى غزو السودان ليؤمن منابع النيل .
وفى نهاية الزيارة الأفريقية لرئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، و التي زار خلالها كينيا، وروندا، وأوغندا، وأثيوبيا، عقد مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الأثيوبي أعلن فيه الأخير عن استعداد بلاده دعم اسرائيل لتوطيد مكانتها في أفريقيا، وإنه لا يوجد سبب يمنع إسرائيل من أن تكون عضو مراقب في منظمة الاتحاد الأفريقي .
فهل ينجح الكيان الصهيوني في تعطيش مصر، أملاً في الاستيلاء علي مياه نهر النيل حسب الوعد التوراتي المزعوم؟
كتب عماد هلال 
باحث ثقافي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق